عبد الله سليمان الطليان
أصبحت قنوات التواصل الاجتماعي هي المسيطرة اعلامياً وبشكل كبير على المجتمع في حاضرنا، بمحتوها المتنوع في الطرح بين الإيجابي والسلبي، في تغذية على مدار الوقت، فهناك إدمان على المتابعة في كل مكان، وخاصة فئة الشباب والشابات والمراهقين والمراهقات الذين لديهم اكبر شغف وشراهة في المتابعة. السؤال الذي يطرح نفسه ما هو المحتوى الذي يعد أكثر متابعة؟ الملاحظ أننا نجد أن هناك نسبة عالية تتابع المحتوى السلبي، والمقصود هنا هو الثقافة (التَفاهة) المخجلة والمنحطة في القول والسلوك التي تجذب في محتوى يغوي ويدغدغ المشاعر، عند الكثير من الشباب والشابات وكذلك المراهقين والمراهقات وبشكل مفرط أحيانا تؤدي هذه المتابعة في بعض الأوقات إلى عواقب وخيمة.
من خارج مجتمعنا وتحديداً في المجتمع الغربي المنفتح يقول بعض من له علاقة بالاعلام، إنه يجب أن يترك الأمر في عرض الجيد والقبيح على حد سواء وبدون حدود أو قيود لكي يكون هناك معرفة التي تعطي مناعة لمن يتعرض لهذه الأفعال والسلوكيات المشينة، ويسمى فرض القيود نوعاً من الكبت والقمع، ولكل فرد حرية مفتوحة، وأن العالم يعيش واقعاً متغيرا بفعل هذا التطور في قنوات التواصل الاجتماعي التي يجب ألا تخضع لصرامة المتابعة الأسرية التي عاشت في واقع مختلف عن الحاضر، ويعطون الحالات التي يتأثر بها الشباب والشابات من خلال المتابعة وينتج عنها أثر سلبي في أنها حالات فردية وجانبية، بل يعدون النتيجة السلبية درسا يفيد المتابعين جميعاً.
ويقولون إنه لا يجب أن ينصب تركيزنا على الجانب السلبي في قنوات التواصل الاجتماعي فهي تعد وسائل أسهمت في نشر محتوى مفيد يحكي عن ثقافة المجتمعات والشعوب وعاداتها وقربت بينهما بفعل التعارف.
إذا عدنا إلى مجتمعنا يمكن أن نقول إنها أسهمت في ترابط اجتماعي قوي وكذلك في نشر محتوى اخلاقي رفيع، فهل تتفق معي أيها القارئ الكريم والقارئة الكريمة انه يجب ان (ننظر الى النصف الممتلئ من الكأس).