د.شريف بن محمد الأتربي
أطلقت المملكة العربية السعودية رؤية 2030 والتي ترتكز على 3 ركائز أساسية: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح. وحتى تتحقق هذه الركائز شملت 13 برنامجاً. عملت برامج الرؤية إلى تعزيز مكانة المدن السعودية ضمن ترتيب أفضل المدن العالمية من خلال الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة، وتحسين المشهد الحضري في المدن السعودية. ومن هذا المنطلق، أعدت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان خطة لمعالجة التشوه البصري على مستوى المملكة لرفع جودة الحياة. حيث تستهدف الخطة القضاء على كل مظاهر التشوه البصري في جميع مناطق المملكة مع ضمان كفاءة المعالجة من خلال آليات شاملة.
وقد عرفت الوزارة التشوه البصري بأنه: مجموعة من العناصر البصرية الظاهرة في البنى التحتية، أو النسيج العمراني التي تهالكت عن حالتها الأصلية، أو خالفت الأنظمة واللوائح والتعليمات المنظمة لذلك بما يؤثر في مظهر المدينة.
وقد عددت الوزارة أسباب التشوه البصري في كونها ناتجة عن إهمال المقاولين لأعمال الصيانة، أو تجاوز من مختلف أطراف المجتمع، أو اجتهاد غير نظامي من أصحاب الممتلكات الخاصة.
شملت الخطة العديد من العناصر، منها: الأرصفة المتهالكة، والأعمدة والأسلاك الكهربائية، والسيارات التالفة، والباعة الجائلين، والكتابة المشوهة للجدران والدهان، و... غيرها.
وتيسيرًا من الوزارة، ورغبة منها في تفعيل دور المجتمع في محاربة التشوه البصري؛ دعت المواطنين والمقيمين إلى التعاون معها لتحقيق أهداف المبادرة من خلال الإبلاغ عن المخالفين والمتسببين بالتشوهات البصرية عبر رقم البلاغات 940، أو عبر تطبيقات الأمانات الخاصة كتطبيق «صوّر وأرسل» للأجهزة الذكية - أمانة 940 -، والذي يقدم خدمة جديدة لسكان العاصمة للإبلاغ عن المخالفات المتعلقة بالخدمات البلدية في كل أحياء وشوارع وطرقات مدينة الرياض بطريقة صوّر وأرسل، حيث تمت إضافة تصوير مقطع فيديو وتسجيل صوتي وخاصية المحادثة المباشرة عن طريق واتساب، إضافةً إلى التصوير وإرفاقها للبلاغ ويمكن للمُبلغ تسجيل البلاغ صوتيًا وإرساله مباشرةً إلى المركز والتعامل معه من قبل كوادر مؤهلة. وعبر تطبيق «راصد» الذي وفر منصة موحدة للتواصل الفاعل حول عمليات رصد ومعالجة التشوهات البصرية والاستحداثات (التعديات) على الأراضي الحكومية نحو حياة مزدهرة خالية من التشوهات والمخالفات.
ورغم كل الجهود التي تبذلها الوزارة إلا أن ظاهرة الإعلانات العشوائية تظهر مظهرًا خطيرًا من مظاهر التشوه البصري، حيث يلجأ الكثير من الأشخاص - وخاصة من المقيمين- إلى وضع ملصقات إعلانية على جميع الأماكن الممكنة وغير الممكنة، فغالبًا ما تجد جدار بيتك قد تحول إلى لوحة إعلانية سريانية لكل أنواع الأنشطة بدءًا من مكافحة الحشرات وغسل الخزانات، وانتهاء بهدم بيتك مجانًا مع ترحيل الهدم، ويتخلل ذلك إعلانات أخرى طالت عدادات المياه، والكهرباء، ومقسم الهاتف الأرض والإنترنت، وحتى الدروس الخصوصية وخدمات التوصيل وغيرها. كل هذه الإعلانات العشوائية تشوه المدينة وتسبب نفورًا من كم هذه الإعلانات التي ينشرها أصحابها وقد أمنوا العقوبة والمساءلة.
إن وضع التشريعات والقوانين المنظمة لعمليات وضع الإعلانات في الشوارع والطرقات وعلى أسطح البنايات، لابد أن تشمل أيضًا عقابًا شديدًا ورادعًا لكل من تسول له نفسه وضع إعلان يشوه المدينة وينسف الجهود كافة التي تبذلها الجهات المعنية لمكافحة مثل هذا النوع من التشوه، وعلى الجهات التشريعية المسؤولة تشديد العقوبات المادية ومضاعفتها لكل من تسول له نفسه وضع هذه الإعلانات أو استخدام غيره لوضعه، كما يجب الحرص على قيام المطابع أو المكتبات التي تمارس طباعة مثل هذه الأعمال بأن تقوم بتسجيل بيانات طالب الإعلان ورقم السجل التجاري، وتفويض من مالك المؤسسة أو الشركة بطباعة الإعلان، وأيضًا وضع رقم واسم المطبعة أو المكتبة على الإعلان حتى يسهل التعرف عليها والتأكد من نظامية الإعلان.