«الجزيرة» - محمد العشيوي/ تصوير - فريق عمل بنش مارك:
طرَّز «موسم الرياض» واحدة من ليالي العمر التاريخية التي تجلت بالمغنى والقصيد، وتمثلت في «روائع السنباطي»، حيث وثقت الأغنية القصصية تاريخا كبيرا لأعمال حقبة الثلاثينيات مرورا بالأربعينيات والخمسينيات، وتميزت بألحان عاشت لتكون خالدة في ذاكرة الموسيقى العربية.
لم تكن روائع السنباطي ليلة غنائية تمر كأدراج الرياح، بل عصفت في ثورة الموسيقى في الجزيرة العربية عندما نشأ السنباطي بألحانه منذ أوائل حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي ليشكل بأسلوبه وطريقة الطرح نمطا موسيقيا هو الأكثر جرأة في الأغنية العربية، وهو ما كانت عليه «ليلة السنباطي»، تحت سماء العاصمة.
انطلقت «ليلة السنباطي» محملة بالثقل الموسيقي الكبير، حيث كانت الانطلاقة من رائعة «يا ليلة العيد» التي تغنى بها فؤاد زبادي، هذه الأغنية الفرائحية التي أصبحت تتردد في كل ليلة عيد منذ ولادتها إلى يومنا هذا، لتكون بعدها وصلات لا تنسى في ذاكرة الفن العربي.
وكانت العلامة الفارقة بمشاركة مي فاروق وإيمان عبدالغني وريهام عبدالحكيم، اللاتي يعتبرن من مدارس الأوبرا المصرية، حيث أصبح المسرح وأعمال الفنون الخالدة ملعبا لهم.
وشهدت رائعة «الأطلال» عاصفة جماهيرية ترحيبية في لحظة صعود مي فاروق التي قدمت واحدة من أجمل ألحان السنباطي، لتشهد على جمالية اللحن والكلمة، ولتوثق الأغنية بلحنها وكلماتها واحدة من أجمل ما قدم للأغنية العربية، ولتكون شاهدة على ليالي الأنس التي وثقتها أم كلثوم في مسيرتها.
حضارة الموسيقى المصرية وروحها اعتلت على مسرح أبي بكر سالم حيث تألق بها نجوم المغرب العربي ومصر بمزيج بين الأصوات التي سافرت للجمهور لعالم آخر، بالهيام في الفن وتاريخه كما يجب أن يكون في «موسم الرياض»، حيث شهدت الحفلة تفاصيل جمالية للجمهور في ما بين الشموع والورد الأحمر الذي كسا تلك الطاولات التي تعبر عن الأغنية العاطفية والفن الأصيل، لتضيف تلك الجماليات لمسات ستبقى في الذاكرة ولن تموت.
ورسم المايسترو هاني فرحات واحدة من اللوحات الجمالية التي أسهمت في نجاح الليلة بقيادة فرقة موسيقية ضخمة، تجلّى فيها بأكثر من أربع ساعات متواصلة بالشجن والنغم بما يقارب من 15 عملا، واتسمت الليلة الرائعة بتقديم نائب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه أحمد المحمادي درعا تذكاريا لنجل الموسيقار الراحل رياض السنباطي تخليدا لذكراه.
وقبل الختام تغنى أحمد سعد أيضا ليكتب اسمه في ليلة من ذهب، ليكون مسك الختام مع النجمة شيرين عبدالوهاب بإحساسها المرهف في أجمل ليالي النغم الأصيل بعذوبة «حيرت قلبي معاك».
- العنوان مستوحى من كلمات أغنية «الأطلال» التي كتبها إبراهيم ناجي ولحنها السنباطي وغنتها أم كلثوم سنة 1966م.