«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني/ تصوير - فتحي كالي - تهامي عبدالرحيم:
في بادرة وفاء من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ممثلة بكلية الإعلام والاتصال، وبرعاية معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري، تم تنظيم حفل تكريمي لأول وزير للإعلام في المملكة، وهو معالي الأستاذ جميل بن إبراهيم الحجيلان، وبحضور أصحاب السمو والمعالي والسعادة من رموز الإعلام، وعدد من المسؤولين.
كلمة رئيس الجامعة
وقد ألقى معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد العامري كلمة رحب فيها بالحضور، وقال: إنه لشرف عظيم أن نحتفل برجل خدم دينه ووطنه وقيادته في العمل الإعلامي والسياسي والدبلوماسي بكل إخلاص وتفانٍ، ونبارك لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، فوز المملكة بتنظيم معرض إكسبو 2030، والذي يؤكد السيادة والريادة لوطننا الغالي، ويجدد رحلة التحول غير المسبوقة في صناعة مستقبل مستدام أكثر رفاهية وازدهاراً، وأن طموح هذه البلد لا يعرف المستحيل، وهمة هذا الوطن في ظل هذه القيادة الحكيمة، من خلال رؤية ملهمة، ستكون دوماً شامخة ونموذجاً عالمياً.
وقال العامري: إن هذه الجامعة سعيدة بهذا الحفل وهذا التكريم لشخصية رائدة في العديد من المجالات المتنوعة، ونحن نتوج واحداً من أبناء هذا الوطن بعد مسيرة مليئة بالجد والاجتهاد والأمانة والإخلاص والعطاء والوفاء، وهو يحمل سجلاً حافلاً من العطاءات والمنجزات داخل الوطن وخارجه.. ولاشك بأن هذه المسيرة أسهمت في تطوير المنظومة الإعلامية بالتميز والإبداع، ودافع عن قضايا الوطن بحكمة واقتدار وثبات.
واختتم معاليه كلمته بالقول إن هذه اللفتة الكريمة تجسد حرص كلية الإعلام بهذه الجامعة على تكريم رموز الوطن، وهي مبادرة نثمنها لهذه العمادة.
بعد ذلك، تم عرض فيلم عن مسيرة معالي الأستاذ جميل الحجيلان في المجال الإعلامي والدبلوماسي والمناصب التي تقلدها.
ندوة التكريم
بعد ذلك، أقيمت ندوة، شارك فيها كل من: معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام الأسبق، وسعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، وأدار الندوة الدكتور سعيد الزهراني.
واستعرض الدكتور عبدالعزيز خوجة مسيرة معالي الأستاذ جميل الحجيلان، وقال: نشكر الجامعة على هذه المبادرة لتكريم شخصية مرموقة خدم وطنه بكل إخلاص.. تعلمنا منه الشيء الكثير، حيث أسس معاليه إعلاماً قوياً يدافع عن الوطن بثبات واتزان.
وأكد الدكتور خوجة أن الحجيلان رمز من رموز الوطن الذين لهم باع طويل في المجال الإعلامي والدبلوماسي، موضحاً أن إعلام المملكة قد تغير تغيراً جذرياً، وفتح طريقاً صحيحاً للإعلام، وأسس لكثير من الإنجازات في مجال إنشاء القنوات، وأحدث كثيراً من البرامج وكذلك في مجال الإذاعة.
وأبان الدكتور خوجة أن تاريخ هذا الرجل ساطع ومليء بالإنجازات، وسمعته عطرة في العديد من المبادرات، وأن الحجيلان كان يتمتع بثقافة عالية، وبالقدرة على الحديث باللغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، وكانت القيادة تعتمد عليه في ترجمة كثير من اللقاءات، وهو كذلك شاعر وأديب ذو خلق عالٍ، كذلك أسس تجربة جديدة لوزارة الإعلام في إدخال أنظمة جديدة في مجال الإعلام كافة.
رئيس تحرير الجزيرة
عقب ذلك تحدث الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، عن معالي وزير الإعلام جميل الحجيلان، فأثنى المالك على مبادرة جامعة الإمام، ممثلةً في كلية الإعلام والاتصال، بتكريم رموز الوطن من الإعلاميين، وهي منهجية يشكرون عليها.. وتوجه من الكلية لتكون لها الريادة في مجال الإعلام.
وأكد المالك أن الثماني سنوات التي كان فيها وزيراً للإعلام، حقق خلالها إنجازات كبيرة مثل بدء البث التلفزيوني، وتطوير المحطات الإذاعية، ووضع نظام للصحف المحلية، وأن يكون العمل فيها عملاً مؤسساتياً، كما أن البث التلفزيوني في ذلك الوقت لم يكن أمراً سهلاً.. وقدم الشيخ الحجيلان العديد من البرامج المتنوعة، وصحح كثيراً من المفاهيم عند المتخوفين من البث التلفزيوني، وتجنب معاليه في خطط وزارة الإعلام الأشياء التي ربما تكون استفزازية عند الرأي العام في القنوات التلفزيونية، وكان للمرأة نصيب من خلال إتاحته الفرصة لأول مرة للمثقفات السعوديات في ذلك الزمن.
وكشف المالك أن وزير الإعلام جميل الحجيلان كان يكتب باسم مستعار، يدافع في تلك الكتابات عن قضايا المملكة وسياساتها المعتدلة، وكذلك عن أخلاقيات أبناء هذه البلاد.
وبيّن المالك أن الحجيلان بادر مبادرة جيدة بتطوير عمل الإعلام الخارجي، بأن استقطب العديد من الكفاءات، سواء من الداخل أو الخارج، لنقل الصورة الحقيقية عن بلد الحرمين الشريفين، كما تم إصدار الكتب الإعلامية التي تتحدث عن المملكة ومنجزاتها.. بالكلمة والصورة.
كلمة الحجيلان
وقد ألقى معالي الأستاذ جميل الحجيلان كلمة ارتجالية على منصة الاحتفالات، تحدث فيها عن مسيرته العملية، موضحاً أنه استفاد من توجيهات الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- وقادة هذه البلاد في عمله، خاصة ترتيب المواضيع في الترجمة، ونقلها بصورة صحيحة، وقد كانت توجيهاتهم نبراساً له طيلة حياتي. وتحدث عن معاناته مع الإعلام والعمل الدبلوماسي.
تصريح خاص لـ«الجزيرة»
وعقب نهاية الحفل، تحدث الحجيلان لـ»الجزيرة» قائلاً: أنا سعيد اليوم وأنا على قيد الحياة بهذا التكريم والتقدير والوفاء من قبل جامعة الإمام، ممثلة في كلية الإعلام والاتصال، وهذا شيء كبير أن ألتقي في رحاب هذه الجامعة بحضور عدد من الأمراء والوزراء والمسؤولين، ولاشك أن هذا الوفاء لي ولغيري، وسوف يحظى به كثير من الرموز في هذا الوطن الذين خدموا دينهم ووطنهم وقيادتهم.
وفي نهاية الحفل، تم تكريم معالي وزير الإعلام الأسبق جميل بن إبراهيم الحجيلان، ومعالي وزير الإعلام الأسبق عبدالعزيز خوجة، وسعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة من قبل الجامعة، وذلك بحضور معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري.