لاشك بأن أهم التعاقدات التي تمت في كرتنا المحلية هو التعاقد مع النجم العالمي كريستيانو رونالدو، ولاشك أيضاً بأنه قص شريط برنامج استقطاب اللاعبين وحفّز العديد من اللاعبين الذين استقطبوا على الحضور للدوري السعودي من خلال التعاقد معه نظراً لقيمته العالية وكونه أحد أفضل لاعبي العالم وقدوة لكثير من اللاعبين الحاليين عالمياً، ولاشك أيضاً بأنه يقدم مع فريقه النصر أفضل مستوياته وعطاءً يجعلك تشعر بارتياحه مع النادي على وجه الخصوص وفي المملكة على وجه العموم، ولكن السؤال الأهم الذي أود أن أطرحه هل كريستيانو رونالدو هو النصر ؟
واسمحوا لي هنا أن أعلل بمسببات هذا السؤال، مع الأخذ بالاعتبار كل ماسبق وأضف عليها ما أردت إن شئت ولكن ليس من المعقول أن يتم ربط أي أمر إيجابي هذا الموسم برونالدو وحده ونسف كل ماتم من عمل في النصر، ليس من المعقول هذا الكم من الذوبان والتغييب عند الحديث عن كريستيانو في كل مايحدث للنصر أو لدورينا بشكل عام ولم أتكلم هنا عن الإطراء الذي يناله كونه يستحقه بلا شك لكونه وبشهادة الكثيرين اللاعب الأفضل هذا الموسم منذ بداية الدوري وحتى الآن، ولكن أن يصل الأمر عند البعض أن يختزل كل مايقدمه النصر فيه فهذا تقزيم بحق النادي وتقليل من مستوى العمل الفني المتميز للفريق هذا الموسم، فالنصر على الصعيد الفني قدم عملاً محترماً جداً هذا الموسم من خلال اختيار الجهاز الفني والعناصر الأجنبية التي أحدثت الفارق في الفريق والدوري ولم يكن رونالدو الشيء الإيجابي الوحيد في النصر هذا الموسم حتى وإن اتفقنا بأنه الشيء الأميز ولكن إظهار النصر عند الإعلام والجمهور هذا الموسم أنه كريستيانو رونالدو فقط أمر لايليق بقيمة ومكانة النادي، بل وصل الأمر لدى بعض الجماهير والإعلام أن جعلته صاحب الفضل بنجاح برنامج استقطاب اللاعبين وواصلوا بحديثهم لما هو أبعد من ذلك في تجاهل صريح لجهود القائمين على هذا البرنامج ومن خطط على ذلك، انظروا إلى بعض البرامج كيف تتحدث عن اللاعب بداعٍ أو من غير داع سواء لعب النصر أو لم يلعب، بل إن البعض منهم بات يربط أي أمر إيجابي في الدوري برونالدو إن كان له علاقة أو فعلها سابقاً سواءً لقطة هدف أو تصرف لأحد اللاعبين ليصبح القياس عند البعض لأي أمر يتم بالدوري ينحصر على هل رونالدو فعلها أم لا، هل رونالدو يقبل أم لا، لماذا يحتك هذا اللاعب معه، هذه لقطة سلبية أو هذه إيجابية أمام رونالدو.
لكم أن تتخيلوا أنه يوجد من تجاهل فوز الهلال في إحدى المباريات الآسيوية وخصص فقرته بالبرنامج بالحديث مع ضيوفه بسؤال لماذا ميشيل يقلّد فرحة رونالدو، بل إن بعض البرامج فرضت أن يكون هناك فقرة مخصصة يومياً بالحديث عن مآثر اللاعب حتى وإن كنا في فترة توقف الدوري فهذه الفقرة لاتغيب، وأنا هنا لا أسقط ولا أسخر من اللاعب وطوال مسيرته كنت أرفض أن نعيش على فكرة المقارنة بينه وبين ميسي وأنصح من حولي بأن يستمتعوا بهذا الثنائي والمنافسة فيما بينهما بدلاً من المقارنات، ولكن أرثي حال هؤلاء الذين رهنوا كل شيء برونالدو فقللوا من مشروعنا الرياضي ومن أنديتنا ومن النصر ومن أنفسهم أحياناً، فرونالدو ليس النصر وليس الدوري ولا حتى مشروعنا الرياضي أيضاً.
أهلاً بالعالم في إكسبو الرياض 2030، نحن لاندخل لننافس بل لنفوز ونكتسح، ما إن ننتهي من المباركة إلا ويلحقها منجز آخر نبارك فيه، فخور بوطني وبقيادته وبالشعب الذي يراه سمو سيدي ولي العهد بأنه سر لكل النجاحات والثروة الأعظم في المملكة، نعم سعودي وهذه أكبر نعم الله علي، مبروك يا أغلى وطن وإلى منجز آخر قريب.
رسالتي: جميل أن ننزل الناس منازلها، أن نعامل النجم كنجم، ونعامل القائد كقائد ولكن داخل الملعب هو لاعب ضمن الـ11 لاعباً وأحد اللاعبين داخل النادي وضمن المئات من اللاعبين في الدوري، يُكافأ إذا أنجز ويُعاقب إذا أخطأ، يتم التعامل معه كبشر مايؤذيه قد يؤذي غيره والمحظور تجاهه يُحظر على غيره أيضاً، أما من أراد أن يرهن ويهب كل شيء لشخص واحد وينسف بالجميع لأجله وأن صلاح كرتنا قائمة على لاعب واحد وأن لاحسن في كرة القدم غيره وكل إيجابي يتم هو من بعده فهذا لاتثريب عليه.
** **
- محمد العويفير
@owiffeer