د. إبراهيم بن جلال فضلون
من الآن وصاعداً عنواننا (الرياض اختيار العالم)، ليبدأ العد التنازلي لاستقطاب أكبر الأحداث كحدث زواره ملايين الملايين، واستثماراته مليارات الدولارات، فهو آلة لدفع النمو وتعزيز النفوذ السياسي، والهيمنة الحضرية للعواصم العالمية، مقترنة بنظيرتها الإيطالية روما ومدينة بوسان في كوريا الجنوبية، لتحصد أصوات ثلثي أي (165) صوتًا من 182 صوتًا ينبض بالحركة التنموية غير المسبوقة في العالم في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي من الهيئة المنظمة لمعرض إكسبو الدولي BIE، بأعلى مراتب الابتكار، وسط أحلك الظروف، يُعلن العالم أحقية السعودية لاستضافة معرض إكسبو 2030 العالمي، بلا منازع لحدث يُقام كل خمس سنوات مقابل 29 لبوسان و17 لروما، والذي بدأ مُنذ عام 1851م، كأكبر منصة عالمية لتقديم أحدث الإنجازات والتقنيات، والترويج للتعاون الدولي في التنمية الاقتصادية والتجارة والفنون والثقافة، ونشر العلوم والتقنية.
فالتهنئة «تُمثّل تتويجاً لمستهدفات وخطط (رؤية المملكة 2030)»، كما قال ولي العهد ومهندس الرؤية الحالمة الأمير محمد بن سلمان، في رسالة مواطن لمليكه ومُعلمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، واعداً -وهو صادق بالفعل قبل الأقوال- أن هذا الفوز سيكون نُسخة غير مسبوقة في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي بهدف إبعاد اقتصاد المملكة عن الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد بفاعلية مع التحديات والآفاق الناشئة عن عصر التغيير الذي يعيشه الكوكب، وليكون المعرض «الأكثر استدامة» وأول معرض يلتزم الحياد الكربوني.
إنها حقبة التغيير لاستشراف المُستقبل، لدولة ميزانياتها تريليونية منذ سنوات، جعلت من مُدنها ومناطقها مدنًا للأحلام ووجهات يتكالب عليها استثمارات دولية، لكونها وجهة مثالية لاستضافة أبرز المحافل العالمية، التي تُعمّق التضافر والتعاون الدولي، وبناء الخطط لتحقيق غدٍ أفضل، ولتُصبح الرياض هي (اختيار العالم الأول)، لإكسبو2030، وغيرها من الأحداث الكُبرى على مر الأعوام القادمة، مثل (2034 كأس العالم لكرة القدم، 2030 المعرض العالمي إكسبو، 2029 استضافة الألعاب الآسيوية الشتوية، 2028 ألعاب المنظمة الدولية للرياضة (TAFISA)، 2027 بطولة كأس آسيا لكرة القدم، 2026 استضافة مؤتمر الطاقة العالمي)...
ومن مثلها دولة عُظمى خصصت أكثر من 353 مليون دولار لتقديم الدعم لأكثر من 100 دولة نامية للمشاركة في معرضها الكبير، ناهيكم عن وعود المستثمرين بالقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية بتقديم المزيد من الدعم الذي يليق بمكانة السعودية تنموياً وإنسانياً، وهو ما يجعلها نُسخة استثنائية وغير مسبوقة من إكسبو، وحافزاً لتحول المملكة، وآلة لدفع النمو وتعزيز النفوذ، إذ تسمح بتحقيق صورة سياسية دولية، مؤثرة على القرارات الدولية في أكثر القضايا المصيرية، ترسيخًا لدورها الريادي والمحوري والثقة الدولية التي تحظى بها، فالمستحيل ليس سعوديًا، فهنيئاً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الميمون محمد بن سلمان وللشعب الراعي لإنجازات الرؤية القويمة.