سلطان مصلح مسلط الحارثي
على ذكرى النهائي «الودي» الذي جمع الهلال بالنصر قبل نحو شهرين، على مستوى البطولة العربية، والذي كسبه فريق النصر بثنائية مقابل هدف، يلتقي الهلال بالنصر، غداً الجمعة في مباراة دورية، ربما تكون حاسمة في تحديد ملامح بطل الدوري، فالهلال الذي يتصدر بـ38 نقطة، في حال استطاع الفوز على «وصيفه» فريق النصر الذي يملك 34 نقطة، سيبتعد عن الجميع، وربما ينهي آمال الكثير من الفرق التي تريد المنافسة على اللقب، إذ سيكون الفارق النقطي بينه وبين وصيفه 7 نقاط، بينما لو استطاع النصر الفوز، سيقترب أكثر من الصدارة، ويفتح المجال أمام أندية الاتحاد والأهلي والتعاون، لتكون قريبة من المتصدر ووصيفه، ولذلك تبقى آمال محبي تلك الفرق معلقة بين أقدام لاعبي النصر، الذي هو الآخر سيكون أمام مفترق طرق، حيث ستكون مواجهة الهلال اختباراً صعباً لفريق النصر ومدربه ولاعبيه.
فمواجهة الغد ليست مثل مواجهة البطولة العربية «الودية»، التي كان فريق الهلال يستعد من خلالها لبطولات الموسم «الرسمية»، كما أن الهلال الذي لعب في بطولة العرب مختلف تماماً عن هلال اليوم، حيث اكتمل الزعيم، وأصبح في كامل جاهزيته على مستوى الاستقرار والأداء الفني والانسجام واكتمال عناصره، حتى أصبح يتصدر الدوري بفارق 4 نقاط عن الوصيف، ودون أن يخسر أي مباراة.
الهلال اليوم، يملك هجوماً ضارباً، ووسطاً نارياً، ودفاعاً مميزاً، وحارس مرمى يعتبر الأفضل في الدوري، وفي المقابل، يملك النصر، وسطاً قوياً جداً، وهجوماً لا يرحم، ولكنه على مستوى الدفاع لا زال يعاني، ولم يجد مدربه كاسترو حلاً لهذه المشكلة النصراوية الواضحة، فالنصر الذي سجل 39 هدفاً، استقبل حارسه نواف العقيدي 15 هدفاً، بينما سجل فريق الهلال 43 هدفاً، واستقبلت شباكه 8 أهداف فقط، وهذه الإحصائية تؤكد صعوبة المواجهة على الفريقين من الناحية الهجومية، وتزداد صعوبتها على النصر من الناحية الدفاعية، إلا أن مباريات بهذا الحجم، وهذه القيمة، وبتواجد نجوم عالميين داخل مستطيلها الأخضر، من الصعوبة أن تتنبأ بأحداثها أو نتيجتها، وإن كنت أعتقد أن وسط الملعب، سيكون حاسماً، ومن يستطيع فرض سيطرته على هذا الخط، سيكون أقرب للانتصار، ولذلك يعقد المشجع الهلالي آماله على نيفيز وسافيتش ومالكوم وسالم الدوسري، وميشائيل متى لعب، بينما آمال المشجع النصراوي معقودة على بروزوفيتش وتاليسكا وماني وأوتافيو.
الهلال والنصر في ميزان التاريخ
يتفوق فريق الهلال على شقيقه النصر تاريخياً، إذ لا توجد بطولة كانت متاحة واستمرت وشارك فيها الفريقان، إلا وكان للهلال الحظ الأوفر منها، سواء داخلياً أو خارجياً، ويكفي أن التاريخ سجل في رصيد الهلال 66 بطولة رسمية، و 113 بطولة رسمية وودية، بينما سُجل للنصر 26 بطولة رسمية، و 47 بطولة ودية ورسمية، وإذا ما أردنا الحديث عن البطولات الرسمية التي يعترف بها الجميع، فالهلال يتفوق على النصر في جميع البطولات المحلية «الدوري 17 مقابل 8، وكأس الملك 10 مقابل 6، وكأس ولي العهد 13 مقابل 3، وكأس السوبر 3 مقابل 2، وكأس الاتحاد 6 مقابل 2» ويتفوق الهلال على النصر عربياً، إذ حقق 4 ألقاب، بينما لم يحقق النصر أي لقب، بحكم أن النسخة الأخيرة من البطولة العربية كانت «ودية» بحسب حديث الأمير عبدالعزيز بن تركي رئيس الاتحاد العربي، كما يتفوق الهلال على مستوى القارة الآسيوية بامتلاكه 8 ألقاب، فيما حقق النصر لقبين، أما عالمياً، فالتفوق الهلالي جاء من خلال 3 مشاركات في كأس العالم للأندية، وحقق في النسخة الأخيرة «الوصيف»، بعد أن لعب نهائي كأس العالم من أمام ريال مدريد، بينما كانت المشاركة النصراوية الوحيدة في كأس العالم في النسخة الأولى «التجريبية» عن طريق «الترشيح».
هذه الإحصائية، تمنح التفوق المطلق لصالح الزعيم العالمي، والمشجع النصراوي المنطقي يرى أنه لا مجال للمقارنة بين فريقه وبين الهلال، فالتفوق الهلالي لا تستطيع حجبه غيوم التعصب، إلا أن هذا يبقى تاريخاً ماضياً، أما الحاضر، فالنصر اليوم مثل الهلال، يملك فريقاً قوياً، يستطيع مواجهة أي فريق آسيوي والتغلب عليه.
تحت السطر:
- قدم فريق الهلال أمام الحزم مباراة كبيرة، أبدع وأمتع، وسجل أكبر نتيجة في تاريخ دوري المحترفين منذ انطلاقته، 9/0.
- في مباراة الحزم، استطاع لاعب الهلال البرازيلي المبدع مالكوم العودة للتسجيل، حيث استطاع تسجيل هاتريك، بعد غياب استمر طويلاً.
- الهلال الأقوى هجوماً، والأقوى دفاعاً، وأفضل فريق في دوري روشن، إلا أن تلك الأفضلية لن تحسم نتيجة مباراة الغد أمام النصر.
- «لا زلنا لم نحقق الألقاب، وأي انتصار نحققه مهم في الطريق للقب، لكننا نعلم أننا لم ننجز أي شي حتى الآن»، رسالة من مدرب الهلال العبقري جيسوس، ويبدو أنها موجهة في المقام الأول للاعبيه، الذين ربما يشعرون بالاسترخاء بعد الفوز الكبير على الحزم.