الحرب حرب، الحرب تفجع الأسر والعائلات، وتثكل الأمهات، وتضعف نفوس الأخوات، الحرب تتلف الأموال وتدمر البلاد، وتنشر الخراب وتنثر الدمار، والحرب تهدم الحجر وتحرق الشجر، فلا يحبها أحد إلا الظالم، ولا يخطط لها إلا الغاصب. بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وضع العالم العديد من القوانين باسم حقوق الإنسان وخاصة للنساء والأطفال وحماية الأماكن السكنية الآهلة بالمدنيين والمستشفيات وسيارات الإسعاف، لكن الاحتلال الإسرائيلي اعتدى في غزة وتجاوز في الممارسات الشنيعة لهذه القوانين التي تم وضعها من قبل جهات مدعومة من أعلى مؤسسة دولية وهي الأمم المتحدة. الشعب الفلسطيني شعبٌ، يكره الحرب ولا يحب الخراب ولا يستهوي الدمار، ولا يقبل بالظلم ولا يسكت عنه، بل يتمنى كغيره من شعوب الأرض، أن يعيش في وطنه حياة كريمة في أمن وسلام. لقد اعتدى الاحتلال الظالم والغاصب على الشعب الفلسطيني، فما أبقى له شيئاً من الحياة والأمل، لقد احتل أرضه واغتصب حقوقه، ودنس مقدساته، وطرد الناس من منازلهم، ودمر بيوتهم، وحرمهم من مستقبلهم. إن ما ارتكبته إسرائيل من جرائم في قتل الأطفال والنساء وتدمير المستشفيات والمدارس ودور العبادة على الإعلام العالمي أن يأخذ دوره ويتحمل مسؤوليته في نقل ما لم تُشاهده عيون العالم من جرائم ارتكبتها إسرائيل ذكرت البشرية بالنازيين، لابد من كشف الكيان الإسرائيلي على حقيقته وتعريته أمام العالم. لقد فعل الاحتلال كل هذا العدوان وكان يفعل منذ خمسة وسبعين عاماً من أجل الفكر الصهيوني وهو أكثر الأفكار تطرفاً وعنصريةً التي شهدها التاريخ الحديث والقديم فهو يقوم على تقديس الذات ونبذ وتحقير الآخرين فهم وحدهم شعب الله المختار، حسب المعتقدات الصهيونية لا حق للآخرين في الحياة، ولهم الحق أن يقتلوا الناس الذين يؤمنون بالدين الآخر. لقد مارس الاحتلال الجرائم البشعة في حق المدنيين الفلسطينيين باسم الدفاع عن النفس وفعل كل ما كان يستطيع في الإبادة الجماعية في غزة وقتل الأطفال وكأن الدنيا أصبحت غابة، لا قانون فيها ولا شريعة.