د. عيسى محمد العميري
ليس بغريب على صعيد تحقيق الإنجازات الضخمة للمملكة العربية السعودية والتي أهلها لاختيارها لتنظيم التظاهرة الدولية الكونية الأضخم على صعيد العالم بأكمله. فبه تدخل المملكة مرحلة جديدة وعصراً جديداً من التطور والتنمية الحقيقية التي ترنو إليها كل الدول الساعية للتقدم في العالم.
إن المملكة العربية السعودية وبفضل سواعد شبابها ودعم قائد التنمية صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لتلك التظاهرة الكونية عملت على الاستعداد لاستقبال وتنظيم إكسبو 2030 على أكمل وجه من الاستعدادات غير المسبوقة في تاريخ الدولة على مستوى العالم بأسره. فتلك التظاهرة من ناحية اقتصادية سوف تحقق مجموعة من الأرقام الاقتصادية سوف تساهم بلاشك في تعزيز دعم المركز الاقتصادي والمالي للمملكة في أكثر من اتجاه. على سبيل المثال سوف تحقق ارتفاعاً في الناتج المحلي وسوف تحقق البنية التحتية لإكسبو 2030 كفيلة بإنشاء مجتمع أعمال مكون من مجموعة من الشركات والكيانات الصغيرة والمتوسطة في العديد من القطاعات الاقتصادية بعد انتهاء التظاهرة. كما سوف تشكل تلك التظاهرة بؤرة مهمة جداً من ناحية المساهمة في زيادة التواصل بين العالم ودول المنطقة، وأيضاً على صعيد واسع أيضاً تساهم بشكل مؤثر وفعال في فتح قنوات وممرات جديدة للتواصل بين ممثلي الدول الحاضرة لتلك التظاهرة العظيمة.
ومن ناحية أخرى فإنه من المتوقع أن تتحول المملكة العربية السعودية إلى مركز لوجستي وتجاري عالمي وبعد اجتماعي متنوع الثقافات، واعتبار المملكة شريكاً رئيسياً لمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. بل والأهم بأن هذه التظاهرة ربما ستعمل على توحيد العالم في موقع واحد وتعمل على إعادة رسم المستقبل بناءً على معطيات جديدة أكثر وعياً وتطلعا ًتراعي في الكثير من الاحترازات والإجراءات الضرورية. كما أن تنظيم تلك التظاهرة تواكب مناسبة هامة جداً على صعيد مسار التنمية والتطور للمملكة المتمثل في استكمال الدخول في الخمسين عاماً وتؤسس لمرحلة جديدة فيها سيكون لها تأثير كبير على مستقبلها في المرحلة القادمة. وسوف تخلد تلك التظاهرة ذكرى لها قيمة كبيرة جداً وسوف تسطر قصة نجاح ونقطة مهمة للإشعاع الحضاري تمثل في جمع المجتمع الدولي في العالم في موقع واحد وستكون قصة ملهمة للأجيال القادمة لكي تنهل منها العبر وتستند إليها في مواجهة حياتها المستقبلية القادمة. كما وتضيف تلك التظاهرة رصيداً مهماً لها سيعمل على وضع المملكة على الطريق الصحيح دائماً وأبداً بالعديد من المجالات وليصبح فيها إكسبو 2030 حلماً واقعاً نراه أمامنا يتشكل ويشكل نواة حقيقية لهذا الحلم الذي أصبح واقعاً. والله ولي التوفيق.
** **
- كاتب كويتي