فضل بن سعد البوعينين
فوز ساحق ومستحق حققته مدينة الرياض على منافستيها روما الإيطالية وبوسان الكورية الجنوبية، لاحتضان معرض «إكسبو 2030»، ومن الجولة الأولى في سابقة تعكس ثقة العالم بالمملكة، وبثقلها الاقتصادي والسياسي، وبما تمتلكه من تنوع وثراء ثقافي، وقدرتها على «تقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة من معارض إكسبو الدولي» وتحقيقها لأعظم قصة نجاح في القرن الـ21. آمَن العالم بقدرات المملكة، ومشروعها النهضوي الذي تجاوز حدودها إلى دول المنطقة في رؤية شاملة قاعدتها الأمن والسلام الدولي، والتنمية للجميع.
لم يكن الفوز سهلاً، بل جاء نتاج عمل إستراتيجي وقف خلفه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، منذ اليوم الأول لإعلان نية المملكة الترشح لاستضافة المعرض الدولي، وأشرف وتابع مجرياته بدقة متناهية، وسخر من أجل ذلك جميع الإمكانات التي توجت -بفضل الله- بحصول المملكة على الاستضافة، مُعززة بثقة العالم بها، وبقيادتها، وبرؤيتها المباركة التي صنعت الإنجازات التنموية، ومكنت المملكة من الفوز بمنافسات واستضافات عالمية، لم يكن الكثير يتوقع حدوثها من قبل، وبأغلبية ساحقة، أو بالتزكية، ومنها إكسبو 2030 وكأس العالم 2034.
«هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحًا ورائدًا في العالم»، هذا ما صرَّح به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من قبل، وها نحن نرى اليوم الإنجازات التنموية والتحولات الجوهرية، والمكاسب العالمية التي تحظى بها المملكة تباعًا، والتي تعكس التحول الإستراتيجي التنموي الكبير الذي حدث في المملكة خلال فترة زمنية قصيرة. فوز المملكة باستضافة إكسبو 2030 يعكس جانبًا مشرقًا من الريادة العالمية، وثقة العالم بالمملكة، وبقيادتها وبرؤيتها الملهمة.
سمو ولي العهد أكد أن فوز المملكة باستضافة معرض إكسبو 2030 يأتي ترسيخاً لدورها الريادي والمحوري والثقة الدولية التي تحظى بها، وأنه يمثّل تتويجاً لمستهدفات وخطط رؤية السعودية 2030. ما تشهده المملكة من نهضة تنموية شاملة يمكن نقلها للعالم أجمع من خلال معرض إكسبو الرياض، حيث يشكل المعرض فرصة ترويجية مهمة، وهو من أهم أدوات القوة الناعمة، التي تحرص المملكة على تعزيزها لتغيير الصورة النمطية الخاطئة عنها، من خلال فتح أبوابها للجميع لرؤية قصة النجاح الملهمة التي أحدثت تحولاً تنموياً شاملاً، وغير مسبوق.
اختيار المملكة الموضوع الرئيس للمعرض المتمثل في «حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل»، إضافة إلى موضوعاته الفرعية «غد أفضل، والعمل المناخي، والازدهار للجميع»، عكس رؤيتها الحالية وما تصبو لتحقيقه مستقبلاً، فهو ليس شعارًا عابرًا، بل ترجمة حقيقية لما تشهده المملكة من تغير قاده سمو ولي العهد، وصناعة للمستقبل، ورغبة جامحة في نشر ثقافة التنمية الشاملة في المنطقة، إضافة إلى تحقيق متطلبات الغد الأفضل من خلال مشروعات تنموية ضخمة محققة لجودة الحياة، وحماية الإنسان وتنمية المكان، والعمل من أجل حماية الكوكب، بتحقيق متطلبات حماية البيئة ومعالجة التغير المناخي، وتحقيق الإزدهار، ليس للمملكة فحسب بل وللجميع، ولعلي أشير إلى تصريحات سابقة لسمو ولي العهد حين وصف الشرق الأوسط بـ «أوربا الجديدة» إيمانًا من سموه بقدرته على النهوض والنماء ومنافسة الدول المتقدمة، برغم التحديات التي تواجه دوله اليوم.
الرياض تحتضن العالم، وتفتح أبوابها لهم في رحلة ثرية تقودهم فيها نحو إنجازات الحاضر المنبثقة عن رؤية 2030، وصناعة المستقبل، ومشاركتهم قصة نجاح عظيمة، صنعتها قيادة رشيدة جعلت المواطن محورًا للتنمية، والعالم أجمع هدفًا لرؤيتها التنموية.
إكسبو الرياض 2030، قصة نجاح تضاف إلى قصص النجاح المتحققة، وهي شاهدة على جهود عظيمة قام بها سمو ولي العهد، وفريق عمل محترف، كان هدفه الأول حصول الرياض على حق الاستضافة، فلهم منا جميعًا الشكر والتقدير والدعوات الصادقة.