سارا القرني
تعتبر مشكلة الاختناق المروري إحدى التحديات الرئيسية التي يواجهها سكان المدن الكبيرة في جميع أنحاء العالم، يعاني الكثيرون من ضياع وقت ثمين يستغرقونه في التنقل بين المناطق بسبب تكدس المرور على الطرق الرئيسية، إضافة إلى ذلك، يؤدي الاختناق المروري إلى زيادة التوتر والعصبية لدى السائقين والمشاة.
عدم القدرة على الانتقال بسلاسة في الشوارع المختنقة يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والعصبية لدى الأفراد، ويمكن أن يؤثر على صحة الأفراد بشكل عام ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتشير العديد من الدراسات والأبحاث إلى أن الازدحام المروري يرتبط أيضًا بزيادة مستويات التلوث البيئي والضوضاء، مما يؤثر على صحة الأفراد وجودتهم الحياتية.
ومع تزايد أعداد السكان وزيادة عدد السيارات على الطرق، يصبح من الضروري اتخاذ تدابير للحد من الاختناق المروري وتحسين وسائل التنقل في المدن، هناك العديد من الطرق المبتكرة التي يمكن اعتمادها لمعالجة هذه المشكلة، مثل تعزيز وسائل النقل العام.. من خلال تحسين شبكات وسائل النقل العام مثل الحافلات والترام والمترو، وجعلها أكثر فعالية وسهولة الوصول إليها، بهدف تحفيز المزيد من الأشخاص على استخدامها بدلًا من السيارات الخاصة. والاستثمار في البنية التحتية الذكية باستخدام التكنولوجيا والبيانات الذكية لتحسين إدارة حركة المرور، مثل إشارات المرور المتصلة بالإنترنت ونُظُم تحكم مركزية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتنظيم تدفق المركبات. وتشجيع النقل المستدام عبر تعزيز استخدام وسائل النقل البديلة مثل الدراجات ومسارات المشاة، وتوفير مسارات خاصة ومناطق لوقوف الدراجات، وتشجيع استخدام السيارات الكهربائية والمركبات الصديقة للبيئة. والأهم هو تحديد أوقات صيانة الطرق لتصبح أولًا في الليل.. وكذلك بعيدًا عن أيام الدراسة التي تشهد اختناقًا مروريًّا غير عادي في شتى المدن.
وتعد اليابان والصين من الدول التي اتخذت تدابير جذرية للتصدي لمشكلة الاختناق المروري، في اليابان، تم تطبيق نظام السحب التناوبي حيث يتم تقليل حركة السيارات بواسطة وضع قيود على استخدامها يوميّّا، مما يحفز الناس على استخدام وسائل النقل العام أكثر.
وفي الصين، تم تعزيز استخدام النقل العام وفرض رسوم على السيارات الخاصة في بعض المدن الكبرى مثل بكين وشنغهاي وغيرها، وتحسين وتوسيع شبكة المترو وتوفير مزيد من وسائل النقل العام لتشجيع الناس على ترك السيارات واستخدام وسائل النقل العام بدلًا من ذلك.
باختصار، الاختناق المروري وتأثيره السلبي على الحياة اليومية للأفراد هي قضية ملحة يجب معالجتها، ويتطلب ذلك تبني حلول مبتكرة وتشجيع استخدام وسائل بديلة ومستدامة، مع استغلال التكنولوجيا والبيانات الذكية لتحسين إدارة حركة المرور، ومن خلال تبني هذه الحلول والاستفادة من الخبرات والدروس المستفادة من اليابان والصين، يمكننا البدء في تحقيق تحسين حقيقي في مشكلة الاختناق المروري في مدننا.