علي الخزيم
- يُطلقون العنان لحناجرهم لتنفُث سموم القول والبهتان ضد قيادتنا وبلادنا وأهلينا، ثم إذا تحدثنا لتوضيح وكشف الزيف للعقلاء مِمَّن قد يقرؤون أو يسمعون تلك الأكاذيب؛ اتهمونا بالغضب من الحقيقة وإننا ضد الرأي الآخر، ونمارس تزييف الواقع!
- لم يُعرف بتاريخ أنقياء العرب أنَّ منهم من تَنَكَّر لأهله ووطنه؛ سوى حالات فردية معدودة دُوِّنت بالتاريخ كانت تحت وطأة أسباب آنية أو حالات طارئة قاهرة أو لخلل قد حاق بعقل ونفس صاحبها، إنما الحاصل المُشاهد المسموع الآن من أبواق تُعادي بلادنا عبر الفضاء الإلكتروني تدَّعي أنها عربية، فهو حالة جماعية مُتواطئة مُنظمة، لها - كما يبدو للمُتابِع - قيادات ذات خبرات باختلاق الأكاذيب وترويجها، ومرشدون ومُمولون بمصادر دخل مريبة مشبوهة.
- وللإنصاف وإحقاق الحق: فإن أصواتاً عقلانية عربية من مواقع متعددة متباعدة جغرافياً وبأسماء ومُعِّرفات حقيقية تُعبِّر بين فينة وأخرى وتُلجِم بعض تلك الأبواق السافرة المجانبة للحقيقة والواقع، فعلى سبيل المثال: مواطن عربي قال إنه عاش في السعودية ولم يجد وأسرته سوى العدل والاحترام، وعَدَّد جملةً من الخدمات المجانية التي كان يتمتع بها بالمملكة كحالات يندر توفرها ببلاد غيرها، ثم سفَّه أقوال المُغرضين بتهمة فقدان المواطن والمقيم هنا للحرية والعدالة.
- ومضى يؤكد: إنهم بالمملكة لا يحتاجون سوى للجهاز الإلكتروني المحمول لينفذوا جُلّ أعمالهم ومصالحهم، حتى جلسات التقاضي غير المُعقدة يتم غالبها وهم ببيوتهم أو أعمالهم، فهل يلجأ مثل مواطني المملكة لخيارات معاكسة؟! أو تصرفات غوغائية لا تجلب إلا الفوضى والخراب وتهدم كل ما يتمتعون به من سِلم ووئام وخدمات جليلة، وجودة بالحياة يتمناها البعض في شعوب ينتمي إليها أولئك الأفاقون؟
- مُقِيم عربي بالمملكة بين الآلاف مِمَّن يتصدون لتُرهات المغرضين؛ أورد جملة اعتاد مسئولو ومواطنو المملكة قولها بكل أدب واحترام تأكيداً لتحقيق طلب من يطلبهم أمرًا أو مساعدة؛ ونَصّها: (سَم؛ وعلى خَشمِي)! وبِفَهمِي فإن (سَمّ) تعني سم بالله وقل حاجتك؛ وأن أعلى الأنف من رموز الأنَفَة والشَّمَم عند العربي، وكأنه يقول إني بعون الله محقق مرادك، وعَقَّب قائلاً بما معناه: ثم لا يريدون السعودي أن يُحب قيادته ووطنه! وأردف: المرء المُتَّزن الطبيعي الخالي من الغل والحسد؛ المتجرد من الكراهية لا بد من أن يُثمّن جيداً ما يفعله السعوديون.
- عشرات المقاطع المُصوَّرة ينشرها إخوة عرب زاروا المملكة لأغراض وأسباب مختلفة؛ تزخر بالثناء على النهضة التنموية والتطوير الشامل المتسارع بكل المجالات ببلادنا -ولله الحمد- وبعضهم يتأسف على ما يحصل ببلاده من تأخر للتنمية بسبب أحداث وتدخلات إقليمية تعمَّدت تعطيل كل مصالح تلك البلاد خدمة لأجندات مُدَبَّرة محسوبة ضد العرب والمسلمين، يصورون معالم النهضة ببلادنا ويعلقون مخاطبين أهليهم هناك بما معناه: السعودية تخطَّت معايير الآمال والطموح!
- وبعد: فهل يُعَد التصدي لأولئك الغوغائيين ضرباً من العبث؟ أم أنه واجب وطني، بل هو عربي إسلامي إذا ما وضِع بالاعتبار أن من يقود تلك الحملات الحاقدة أعداء لكل توجّه عربي مسلم نزيه، وهل ينفع معهم التسامح؟