أ.د.عثمان بن صالح العامر
دافيد بن غوريون؛ أوّل رئيس وزراء لدولة إسرائيل. وُلد بن غوريون في مدينة «بلونسك» البولندية باسم دافيد غرين، ولتحمّسه للصهيونية، هاجر إلى فلسطين في 1906.
سؤال هذا الرجل الذي يعد من مؤسسي الكيان الإسرائيلي المعتدي عشية سنة 1948م عن السلاح الذي سيقاتل به اليهود العرب مرة ثانية فقال بنفس السلاح لأن العرب أمة لا تقرأ..
من سيقرأ سيعرف أن:
* فلسطين جزء من بلاد الشام تحتل الجزء الجنوبي منها وتسمى سورية الجنوبية وموقعها على ساحل البحر الأبيض المتوسط يصل إلى نحو 224 كيلو متراً من الشمال إلى الجنوب.
* * *
* إسرائيل كلمة عبرية «يسرائيل» وتعني عندهم العبد الذي يسعى مع الله وبه ينتصر، وأطلق هذا الاسم في التوراة على يعقوب عليه السلام وسلالته من بعده وهي القبائل العبرية الاثنتي عشرة.
* * *
* أرض الميعاد (بالعبرية): «الأرض» هي المقابل العربي لكلمة «إرتس» العبرية التي ترد عادةً في صيغة «إرتس يسرائيل» أي «أرض إسرائيل» (فلسطين). فهى «أرض الرب» (يوشع 9-3)، وهي الأرض التي يرعاها الإله (تثنية 11-12)، ثم هي الأرض المختارة، وصهيون التي يسكنها الرب، والأرض المقدسة (زكريا 2-12) التي تفوق في قدسيتها أي أرض أخرى لارتباطها بالشعب المختار. وقد جاء في التلمود: «الواحد القدوس تبارك اسمه قاس جميع البلدان بمقياسه ولم يستطع العثور على أية بلاد جديرة بأن تمنح لجماعة يسرائيل سوى أرض يسرائيل». وهي كذلك «الأرض البهية» (دانيال 11-16).
* * *
* الحركة الصهيونية اليهودية الحالمة بإقامة «دولة إسرائيل العظمى» على جميع أراضي الوطن العربي قامت على أسس:
* الاستيطان والسيطرة على الأراضي.
* دعم الاستعمار الغربي.
* إضعاف الدول العربية وتجزئتها واستمرار تخلفها.
* تهجير الفلسطينيين من بلادهم.
* تأسيس القوة العسكرية الصهيونية في فلسطين.
* * *
* في عام 1940م كتب جوزيف مايتس أحد المسؤولين عن الاستيطان اليهودي في فلسطين ما نصه: (ينبغي أن تكون واضحاً فيما بيننا أن هذا البلد «فلسطين» لا يمكن أن يتسع لكلا الشعبين.. إننا لن نحقق هدفنا في الاستقلال إذا ما بقي العرب في هذا البلد الصغير والحل الوحيد يتمثل في إفراغ فلسطين أو على الأقل فلسطين الغربية «غرب نهر الأردن» من العرب وليس ثمة من وسيلة أخرى سوى نقل العرب الموجودين هنا إلى البلدان المجاورة، نقلهم جميعاً، ينبغي ألا تبقى قرية واحدة أو قبيلة واحدة).
* * *
* وذكر موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في 23-5-1972م لصحيفة الاتحاد الإسرائيلية (أن الضفة الغربية هي وطننا، وكل اتفاق مع العرب يجب أن يتضمن حق إسرائيل في إقامة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية).
* وفي 31-3 من العام نفسه 1972 م قال موشي ديان لوكالة الأنباء الفرنسية: (يجب أن يكون لليهود الحق في الإقامة في أرجاء الضفة الغربية وما يصدق على الضفة الغربية يصدق أيضاً على قطاع غزة).
* * *
* في عام 1982 م كتب الصحفي الاسرائيلي «أوددنيون» مقالاً عن الاستراتيجية الاسرائيلية في الثمانينيات وترجمها إلى الانجليزية «إسرائيل شاهاك» وقد تضمن المقال الإشارة إلى أن الواقع العربي أشبه ببيت هش يسهل هدمه بسبب خليط الأقليات العرقية المتعادية الحروب الأهلية الدائرة بين أهله وسيطرة فئات معينة على الحكم، إضافة إلى عدم تماسك جيوشه واحتمالات تفسخها رغم كثرة معداتها العسكرية ولذلك فإن خطة إسرائيل في الثمانينيات واستناداً على ما سبق تقوم على:
* تفتيت الدول العربية إلى عدة دويلات على الأساس الطائفي والعرقي ليسهل على إسرائيل السيطرة عليها، فسوريا إلى أربع دويلات وفي مصر دولة للأقباط في الصعيد وأخرى للسنة، أما العراق فثلاث دول شيعية وسنية وكردية وشبه الجزيرة العربية هو الآخر مرشح للتجزئة نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية.
* أن تكون إسرائيل قوة إمبريالية في المنطقة تدور تلك الدويلات في فلكها.
* الاستمرار في فرض سياسة الاستيطان اليهودي في الأراضي العربية المحتلة ليعاد توزيع السكان وتكون الأغلبية لليهود.
ولذلك فإن هناك خيطاً رفيعاً يربط بين ما يجري في غزة، وما يحاك في لقاءات السياسيين وصفقات الاقتصاديين وصفحات ومواقع الإعلاميين ، فمخططهم واضح وخطواتهم بينه وانصارهم ظاهرين ولكن.. {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}. حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين ووقانا جميعاً شر من به شر، دمتم بخير ، وتقبلوا صادق الود والسلام.