يونس حمد
القضية الفلسطينية موجودة منذ زمن طويل، مما جعل كل دولة، كما تشاء تتدخل في هذه المشكلة المعقدة. وإذا رجعنا إلى التاريخ سنجد هذه الحقيقة: العديد من الدول تتدخل بشكل علني لجذب عواطف الناس باسم القضية الفلسطينية. لقد استغلت العديد من الدول هذه المشكلة بشكل مباشر وغير مباشر، ولكن هناك حقيقة هنا ولا تخفى على أحد، أن دول الخليج متعاطفة بالدرجة الأولى مع فلسطين والقضية الفلسطينية، على عكس الآخرين الذين لا يدعمون الشعب الفلسطيني إلا بالكلام. أما إذا غرقت بسبب الحرب والتعقيدات فلن يملكها أحد، وهذا هو حال الشعب الفلسطيني، خاصة في الخمسين سنة الماضية، نرى أن هذا الشعب لديه أيادي يمين كثيرة، ولكن دون جدوى، لقد تحدثوا للتو وانتهوا، لكن دول الخليج تحاول جدياً حل المشكلة بطريقة إيجابية دون إراقة دماء، وتعمل على حل قضية فلسطين بدولة مستقلة وتعمل على ذلك.
من ناحية أخرى، فمن المعروف أن الحد الأقصى للمساعدات الإنسانية والغذائية والصحية التي تقدمها دول الخليج، تصل إلى ملايين الدولارات سنوياً. ودول الخليج تساعد الطرفين دون تحيز في الضفة الغربية وغزة، وقد أصبح هذا برنامجاً شهرياً. ومع تجارب الزمن رأينا القضية الفلسطينية التي كانت في يوم من الأيام قضية عامة لكثير من العرب، خاصة عرب الخليج والمصريين، وكانوا مخلصين لتلك القضية، أما الآن فقد تغير الوضع، وأصبحت القضية في أيدي أناس غرباء عن الفلسطينيين أنفسهم. ومن الضروري على الفلسطينيين أن يبادروا إلى إطلاق أهداف جديدة على أساس واقع القضية الفلسطينية. ومن المهم للفلسطينيين بعد 7 أكتوبر 2023 أن يغيروا سياساتهم ويستمعوا لنصائح أقربائهم لأن الخليج له الأولوية أكثر من غيره. وآخرون لا يستمتعون إلا بالنار، فيخرجون مكروبين ويرمون الشعب الفلسطيني في النار والجحيم.
** **
- كاتب وصحفي كردي في النرويج