عبده الأسمري
ما بين «عز» المقام و»حسن» المرام و»اعتزاز» الذات» و»إحسان» النفس بنى صروح سيرته واعتلى طموح مسيرته في جمل «اسمية» تشكَّلت من مبتدأ «الوطنية» وخبر «المهنية».
رصد «العلا» بوقع «الأسبقية» وواقع «الأحقية» ونال رصيد «المعالي» بأثر «المهارة» وتأثير «الجدارة».
امتلك «نباهة» المسؤول المؤتمن في اتجاهات المناصب وتملَّك «نباغة» الكاتب نحو أبعاد المؤلفات فوزع «المآثر» ببذخ على صفحات الذاكرة.
أستل قلمه من «غمد» الترقب فسكب به «مداد» الاقتداء وسبك منه «سداد» الاحتذاء وكسب به «وداد» التعاضد فجبر العثرات وعبر العقبات وتجاوز المتاعب واجتاز المصاعب.
إنه نائب رئيس الحرس الوطني الأسبق معالي الأستاذ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري -رحمه الله- أحد أبرز رجال الدولة والأدباء والمثقفين في الوطن والخليج.
بوجه نجدي تعلوه علامات الوقار والاعتبار وملامح وطنية خليطة ما بين الهيبة والطيبة وعينين تسطعان بلمحات الحنكة ونظرات الحكمة وتقاسيم باهية تتكامل مع والده النبيل وتتماثل مع أسرته الوجيهة، ومحيا باسم تسكنه سمات «الصلاح» وصفات «التسامح» وأناقة تعتمر البشوت الملونة وشخصية ودودة الجانب لطيفة المعشر تحمل أناقة الحديث ولباقة التواصل ورونق الوصال وتأنق التعامل، يتبادر منها طيب القول وأصيل المعنى وجميل الحديث وصوت ذو لكنة نجدية وسكنة ندية تتوارد منه عبارات فصحية واعتبارات حصيفة مسكونة بفصل الخطاب وأصل الجواب مع مفردات ثقافية قوامها «التفكير» ومقامها «التدبير» وخبرة عريضة منبعها «الممارسة» ونبعها «التمرس» قضى التويجري من عمره عقودًا وهو يوزع عطاءات «الخير» ويؤسس بصمات «النهضة» ويؤصل «أركان» التنمية ويوزع «هدايا» الأدب ويسخِّر عطايا «الثقافة» ويوظف أفكار «التنمية» ويبهج منصات «التتويج» قيادياً وريادياً ومسؤولاً وأديباً وكاتباً وضع اسمه في متون «الانفراد» وترك صيته في شؤون «التفرد» بإضاءات «النماء» وإمضاءات «الانتماء» وبصمات «العطاء».
في المجمعة التي جمعت «التاريخ» في سخاء أبنائها البررة واستجمعت «الجغرافيا» لتكون منصة تزف سكانها إلى محافل المسؤولية وُلد عام 1330 في سنة «الرحمة» نظير مواجع الموت بسبب مرض عارض حينذاك وامتلأت قلوب أسرته بالفرح والسرور وتعاقبت التهاني على والده الوجيه النبيه بالمقدم المبارك.
خضع صغيراً إلى «تربية» فالحة ناصحة من والده العظيم عبد المحسن المسؤول المالي وأمه الحنونة نورة «سيدة الإحسان» التي أنارت طريقه بقناديل «العطف» وملأت قلبه بمشاعل «الحنان»، وما أن بدأ ملامسة واقع «الحياة» حتى تجرَّع لوعة «اليتم» الباكر بعد وفاة أبيه وهو في سن السادسة، فسدَّ جده لأمه «فراغ» الفقد برعايته الحانية وعاش مع إخوانه وأبناء عمه في منزل أسرته بالمجمعة والذي كان بمثابة «الجامعة اليومية» من خلال مجلس علم يقام كل يوم بين صلاتي المغرب والعشاء استمر لمدة قرن.
تعتقت نفسه بأنفاس النبل من سمعة «أسرته» وتشربت روحه «نفائس» الفضل في اتجاهات «عائلته» فنشأ مخطوفاً إلى «قيم» تربوية و»همم» ذاتية كانت «العدد» الصحيح الذي أنجز به معادلة حياته والناتج المؤكد الذي حلَّ به متراجحة معيشته.» فظل يكتب في كراسته الصغيرة التي تعلم عليها أعداد الحساب وحروف اللغة «أمنيات» مبكرة بخطوط اليقين وتوقعات «التمكين» في ظل ارتهانه إلى بُعد نظر فطري ظلَّ يسابقه متجاوزاً «عوائق» النجاح وحاصداً «حقائق» الفلاح بخطوات «فارس» امتطى صهوة «الدوافع» وحقق حظوة «المنافع» بدلائل «التحدي» ومداليل «التفوق».
بعد دراسة لفترة في «الكتاتيب» ارتبط بالعمل متطوعاً في صفوف جيش الملك عبد العزيز والذي عيَّنه بعد ذلك عام 1350هـ مشرفاً على بيت مال المجمعة وسدير والزلفي، وفي عام 1357هـ ترقى رئيساً لمالية المجمعة وسدير والزلفي،
وفي عام 1961م تم تعيين التويجري وكيلاً للحرس الوطني، وفي عام 1975م صدر مرسوم ملكي بتعيينه نائباً لرئيس الحرس الوطني المساعد بالمرتبة الممتازة، وفي عام 1977م تمت ترقيته إلى مرتبة وزير.
وعمل التويجري عضواً في اللجنة التحضيرية لمجلس الأمن الوطني وعضواً في مجلس القوى العاملة وعضواً في المجلس الأعلى للدفاع المدني ونائباً لرئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة ونائباً لرئيس اللجنة العليا بالحرس الوطني،
كما عُيِّن التويجري عضواً في اللجان العليا الثلاث التي أعدت النظام الأساسي للحكم، ونظام المناطق، ونظام مجلس الشورى والتي صدرت عام 1412هـ،
وأنشأ كرسي زمالة باسمه في جامعة هارفارد الأمريكية تقدم منحاً دراسية للطلاب من أنحاء العالم العربي، ونال شهادة تقدير من جامعة جورجيا الأمريكية بوصفه شخصية مشاركة في صناعة القرار الإستراتيجي، كما أنشئت قاعة باسمه بمركز الأبحاث والكبد بجامعة لندن. وحصل على عدد من الأوسمة والميداليات. قام بمشاريع خيرية داخل المملكة وخارجها وشارك في معظم رحلات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله إلى مختلف دول العالم، وشارك في كثير من المؤتمرات الخليجية والعربية والإسلامية والدولية وله عضويات في قطاعات عدة.
أصدرمؤلفات عدة وهي: أثر المتنبي بين اليمامة والدهناء وحتى لا يصبنا الدوار (رسائل إلى ولدي) ومنازل الأحلام الجميلة (رسائل إلى ولدي) و(حاطب ليل ضجر) في جزءين و(أبا العلاء ضجر الركب) من عناء الطريق و(خاطرات أرقني سراها). ولسراة الليل هتف الصباح (الملك عبد العزيز دراسة وثائقية) والذي تجاوزت طباعته ست طبعات. وذكريات وأحاسيس نامت على عضد الزمن ورسائل خفت عليها الضياع وعند الصباح حمد القوم السرى (الملك عبد العزيز دراسة وثائقية) و(أجهدتني التساؤلات معك أيها التاريخ وركب أدلج في ليل طال صباحه والإنسان رسالة وقارئ ورسائل وما حكته في بيتي).
تكامل مع مراحل تنموية ظل خلالها «الرقم الصعب» و»العامل المشترك» لنجاحات وطنية باهرة كان فيها «رفيق» الملوك و»مستشار» القادة وظل يشعل «الضياء» في مواقع أعماله ويؤصل «الأمضاء» في وقع أفعاله موزعاً مشاعر الأبوة والأخوة والصداقة والزمالة ببذخ أمام القريب والغريب مستلهماً من «التالف» أثير الصفاء ومن «الألفة» أثر الوفاء، مستأثراً بمحبة «الكل» ومودة «الجميع».
مسيرة عصماء رفع فيها التويجري «راية» المسؤول وحقق خلالها «غاية» الأمين بعد أن حصد ثمار «التنفيذ» من استثمار التخطيط في شواهد التطور ومشاهد التطوير.
انتقل التويجري إلى رحمة الله في شهر جمادى الأولى عام 1428 أثر معاناته من المرض وصُلي عليه بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض وووري جثمانه ثرى مقبرة العود.
ونعاه الديوان الملكي وامتلأت الصفحات واكتظت الوسائط بخبر وفاته وكتبت عنه المئات من رسائل العزاء والتأبين والنعي والتي تضمنت خصال وفضائل ومكارم الفقيد واقترنت بما قدمه من «بصمات» على درب التنمية و»عطاءات» في أفق النهضة و»فوائد وعوائد» في مجال المعارف والمشارف.
اقترن التويجري بمضامين ثناء وبراهين استثناء من خلال «شهود» الأرض والتي امتزجت ما بين «الذكر» الحسن والاستذكار المشرق ودعوات وابتهالات ارتبطت باسمه في «جوف» السر واقترنت بصيته في «أفق» العلن.
عبد العزيز التويجري.. القيادي الريادي والأديب اللبيب والمحسن الفاضل الذي أدى الأمانة ونال المكانة فأصبح «الوجه» الساطع في ميادين الاقتدار و»الموجه» اللامع في مضامين «القرار».