د.شامان حامد
مع داخلها المُشكك في نجاح مساعيها المدمرة وإمكانية تحقيق نصر بقطاع غزة، وأكاذيب الحكومة الصهيونية من أكبر رأس حتى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لأصغر إدارييه، ليعُم التخبط العشوائي أروقة البيت الإسرائيلي المُحتل في التفكير وتضارب الآراء واختلاف وجهات النظر، جراء فعل الصدمة التي استيقظوا على نيرانها كما حدث في حرب 73، ولم يُصدقوها حتى الآن، ليقابلوا عملية طوفان الأقصى بسياسة الأرض المحروقة، بأسلحة ومدد أمريكي غربي في تكالب على مساحة طول قطاع غزة 41 كم، وعرضه من 6 إلى 12 كم، بمساحة إجمالية 365 كم من إجمالي المساحة الفلسطينية 6.020 كم2، وحدود مع مصر بطول 11 كم بالقرب من مدينة رفح.
قاعدة انقلبت عليهم رأساً على عقب، في حرب طويلة الأمد وكأنه «بديل تسويقي لانتصار لا وجود له»، مع استعدادات حماس لهذه المعركة، صحيح أنها خسرت العديد من محاربيها وقادتها، لكنها استمرت في القتال، ولا يزال العمود الفقري للقيادة العليا الذي يرأسه يحيى السنوار يعمل، فقد يكون القادم منها مرحلة نهائية وحاسمة في كلا الجهدين، ولا سيما أن إسرائيل سوف لا تتمكن من استئناف المناورة البرية بعد توقف إطلاق النار، فالمعركة ضد حماس، والمحاولة الأمريكية القطرية للتوصل إلى صفقة الأسري، كل ذلك ومن المشكوك فيه أن تكون إسرائيل قادرة على الصمود في وجه الضغوط الأمريكية من أجل وقف إطلاق النار، وخاصة إذا كانت صفقة الرهائن مطروحة على الطاولة، خاصة أن الحديث عن الانتصار الإسرائيلي المرتقب للأسف، لا وجود له في ظل الأوضاع العالمية والاحتجاجات البشرية في كل دولة، فلم ولن تتعلم إسرائيل ويهود العالم وصُناع القرارات الماسونية من تجاربهم السابقة والتاريخية أو تجاربهم السابقة في غزة أو في لبنان-.
إن العالم العربي صلب لا يموت، وبالمقابل يرتعدون ويموتون حتى جنود الاحتياط يرفضون الحرب ويتقلبون على قادتهم، حُباً في الحياة والعودة إلى ديارهم وعائلاتهم وعملهم، لكن الشعب الفلسطيني يُعلمهم درساً أن الطفل لا يخشاهم ولو اجتمعوا عليه، فهو شهيد بطل، لم يتعلم منهم صُناع القرار خاصة مع الأصوات التي يخسرها الرئيس الأمريكي العجوز جو بايدن في بلاده وكذا نيتنياهوا وقادته من حزبه، وتفاقم حاجتهم إلى وقف وشيك لإطلاق النار في غزة، فكل يوم تتقدم فيه الآليات المُحتلة وطائراتها وبوارج الغرب في الميدان، تتكبد خسائر كثيرة، هي عار سياسي.. لن ينسوه ولكنهم لم ولن يتعلموا منه!..