د.عبدالعزيز بن سعود العمر
سأعرض هنا بعضًا من ذكرياتي خلال سنة ابتعاثي الأولى إلى الولايات المتحدة الأمريكية (قبل 45 عاماً). كنت قبل سفري قد حجزت غرفة في السكن الجامعي. وبعد أن استلمت مفاتيح غرفتي توجهت إليها، وبمجرد دخولي غرفتي فتحت جهاز التلفاز وإذا هناك نقل مباشر لحفل توقيع معاهدة كامب ديفيد، بحضور الرئيس الأمريكي كارتر والرئيسين السادات وبيجن. وفي صباح اليوم التالي كان شخص يطرق باب غرفتي بشدة، فتحت الباب وإذا الطارق شخص ذو جثة كبيرة من عرب الشمال، طلب مني هذا الشخص النزول إلى اللوبي للالتحاق بمجموعة تريد الخروج في مظاهرة في الجامعة ضد اتفاقية كامب ديفيد، اعتذرت له، ثم لاحظت أنه كان يهمس بكلام بدا لي أنه ينتقص من عرب الخليج، وفي نهاية العام الدراسي الأول حان وقت عودتي إلى الوطن، وفي أثناء انتظاري لرحلتي المغادرة من نيويورك إلى الرياض أقلعت رحلتي إلى الرياض دون أن انتبه إلى نداء الرحلة، توجهت إلى مكتب الخطوط السعودية وأبلغتهم أني فقدت رحلتي إلى الرياض، فقام بمنحي كوبونات إقامة فندقية وعشاء مجاني، وفي اليوم التالي غادرت إلى الرياض، صادف وصولي الرياض الساعة الثانية ليلاً، استأجرت تاكسي إلى البطحاء حيث معظم الفنادق هناك، أنزلني صاحب التاكسي في شارع الوزير، وكان شبه مظلم، ولا يوجد فيه سواي، وكان يروعني من وقت إلى آخر صفارات العسس، لم أجد سوى سرير في سطح مقهى (قرب حراج الكويتية) نمت في هذا المقهى، ولم يوقظني في الصباح سوى (بواري) السيارات المزعجة التي فقدتها منذ عام.