سلطان مصلح مسلط الحارثي
نجوم أجانب كثر، مروا على مركز الهجوم في فريق الهلال، ولكن المميزين قلائل، والهدافين في هذا المركز نُدر، ويأتي على رأس القائمة، الفرنسي بافيتيمبي قوميز، الذي احترف مع الهلال موسم 2018، وحقق العديد من البطولات المحلية والقارية، ولأنه أسهم بشكل كبير، في تحقيق لقب دوري الأبطال عام 2019، بعد غياب طويل، ارتبط «عاطفياً» مع جماهير الزعيم، وحينما أُعلنت مغادرته بعد ثلاثة مواسم، قدم فيها كل شيء، أبدت الجماهير الهلالية تخوفها، واستصعبت تعويضه بمهاجم يمتلك نفس الإمكانات، إلا أن إدارة الهلال استطاعت خلال هذا الموسم تعويض الفرنسي الكبير، بمهاجم «فتاك»، لا يرحم، ولا تدخل في قلبه الرحمة حينما يرى «الشباك»، يسجل بالقدمين، ويسجل بالرأس، كما لو كان قدما ثالثة، يملك القدرة على استغلال أنصاف الفرص، وكل ما يحتاجه هو لاعب «طرف» يجيد العرضيات.
ذلك هو المهاجم الصربي ميتروفيتش، الذي تم التعاقد معه في بداية هذا الموسم، بعد عدة محاولات، وشد وجذب، كان فيها ميتروفيتش متمسكا في الهلال، والهلال متمسك به، حتى أنه ضغط على إدارة ناديه السابق فولهام الإنجليزي، وتنازل عن جزء من رواتبه «بحسب معلومة خاصة»، ليتم السماح له بالانتقال لفريق الهلال.
ميتروفيتش أو «ميترو الهلال»، يبدو أنه سيحظى بشعبية كبيرة، فهو يقود الهجوم الهلالي بكل اقتدار، واستطاع أن يسجل اسمه في قائمة هدافي الدوري، حيث يحتل المركز الثاني بـ10 أهداف من 11 مباراة، وفي دوري أبطال آسيا لعب أربع مباريات وسجل 5 أهداف، من ضمنها هدف لا يمكن أن يسجله إلا مهاجم من الطراز النادر، وهو الهدف الرابع أمام فريق مومباي الهندي في مباراة الذهاب، والذي جاء بطريقة الباكوورد، ليتغنى موقع الاتحاد الآسيوي بهذا الهدف، ويكتب «هدف لا تمل من مشاهدته»، ولكن الأجمل من الهدف عند الهلاليين، هو حديث ميتروفيتش بعد نهاية المباراة، حيث قال نصاً «منذ قدومي للهلال، وأنا أشعر بترحاب كبير وكأنني جزء من هذا الفريق منذ سنوات، أجواء جميلة جداً تجعلني أحب الوقت الذي أكون فيه داخل النادي»، وهذا الحديث المختصر يدل على «بيئة الهلال» التي دائماً ما يتغنى فيها كل من يمثل الأزرق من لاعبين محليين وأجانب.
هل يحق لرونالدو ما لا يحق لغيره؟
لا يشك عاقل ومنصف، أن اللاعب البرتغالي العالمي كريستيانو رونالدو، بقيمته الفنية، وسمعته العالمية، يُعتبر إضافة كبيرة للدوري السعودي، وهو أحد أهم اللاعبين الذين تم التعاقد معهم، من خلال المشروع الرياضي الذي تقوم عليه الدولة -حفظها الله- بل هو اللاعب الأول «حضوراً وقيمة وسمعة وأثراً وتأثيراً» في هذا المشروع، ويكفي أن نسمع منه الإشادات التي يقولها ببن فترة وأخرى، وحديثه عن التطور الذي تشهده الرياضة السعودية، وقفزاتها العالية، ولكن هل هذا يتيح لكريستيانو، القفز على أنظمة وقوانين لعبة كرة القدم؟!
كريستيانو الذي نشاهده اليوم داخل المستطيل الأخضر، يريد أن يكون «لاعباً ومدرباً وحكماً»، ويريد فرض «سيطرته» على جميع من هم في الملعب، لدرجة أنه في مباراة النصر والاتفاق في كأس الملك، أراد تغيير الحكم!! كما هو واضح من إشارته التي كشفتها كاميرات التصوير، وتناقلتها وسائل الإعلام العالمية! وعلقت عليها بشيء من السخرية!
كريستيانو الذي لعب في أكبر الفرق الأوروبية، وكسب خبرات طويلة، لا تليق به بعض التصرفات، خاصة تلك التي ينتهجها مع الحكام، الذين لم يتجرأ أحد منهم ويوقفه، كما لم تتجرأ لجاننا المؤقرة على معاقبة كريستيانو حتى ولو بـ»لفت نظر».
التعاون أحلى من السكري
هنيئاً للتعاونيين بفريقهم «الثقيل» الذي فرض احترامه على جميع الجماهير الرياضية، بعد أن قدم مباريات كبيرة خلال هذا الموسم، وواصل تميزه الفني طوال الجولات الماضية، حتى إنه لم يخسر قبل ملاقاة الهلال إلا من الأهلي، وهذا يعطي مؤشراً على قوة سكري القصيم، ولولا ذلك التميز لما استطاع مجاراة الهلال في الجولة الماضية، وفق تكتيك رائع، سار عليه مدربه الكبير شاموسكا، واستطاع من خلاله الحد من خطورة الهلال الهجومية، حتى الدقيقة 80، ولم يستطع الهلال التسجيل إلا من كرتين ثابتتين، وهذا ما أشار إليه شاموسكا الذي حينما سُئل عن تغيير نهجه، واللعب بخمسة مدافعين، قال: «لا تسألوني لماذا لعبت أمام الهلال بخمسة مدافعين، فالهلال أقوى فريق في الدوري».
جميل هذا المدرب، جميل في رؤيته الفنية، ومعرفة منافسيه، وجميل في إنصافه لمن يستحق الإنصاف.
تحت السطر
- بالتوفيق للأخضر السعودي في بداية مشواره نحو التأهل لكأس العالم 2026، حينما يقابل منتخب باكستان مساء اليوم.
- أشفق على مانشيني، فلا الوقت يسعفه لمعرفة جميع اللاعبين، ولا الوقت يسعفه لتطبيق أفكاره ونهجه، ولا يسعفه عدد اللاعبين المحليين الذين يلعبون بشكل أساسي.
- ضعف الخبرة الإدارية في نادي الشباب ممثلة في رئيس النادي واضحة تماماً، فقد شاهدناه أكثر من مرة يحفز اللاعبين بـ»شدوا حيلكم يا شباب»، وهذا النمط من التحفيز كان يؤثر في جيل الثمانينيات، بينما اليوم الأمر مختلف تماماً، ورئيس النادي يفترض أن يكون دوره إداريا فقط، وإن دخل للتحفيز، فالمحفزات في هذا الزمن مختلفة تماماً عن «شدوا حيلكم يا شباب».