محمد الخيبري
عُرف اجتماعياً أن طلب رضا الناس من أقصر الطرق للفشل، وعُرف أيضاً أنه من ضرب المستحيل أن يتفق الناس على أمر «دنيوي»، ومن «سابع المستحيلات» أن يتفق جماهير الأندية كافة على حدث تضرر منه نادٍ واستفاد منه نادٍ آخر..
وبعد مرور كل جولة من جولات «دوري روشن السعودي للمحترفين» لابد وأن يخرج لنا حدث رياضي يكون حوله انقسام كبير ويصاحبه صخب كبير ومناقشات واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي..
وقد يكون تحكيم مباريات كرة القدم في الدوري السعودي للمحترفين الأكثر صخباً من بين الأمور الرياضية التي تطرح للنقاش رياضياً في أي مجال حوار رياضي..
مؤخراً ظهرت أمور أخرى تزايد عليها الصخب الجماهيري وتعالت بسببها الأصوات وكثر التراشق الكلامي حولها ومن خلالها..
هناك انتقائية واضحة من «بعض» مقدمي البرامج في بعض اللقطات المريبة في المباريات يصاحب هذه الانتقائية تناقض «بواح» بالتعاطي مع تلك اللقطات واللقطات المشابهة التي تخص لاعبًا وناديًا معينًا منافسًا للاعب والنادي الذي تم انتقاء اللقطة عليه..
وقد طالت الانتقادات الجماهيرية الواسعة «مخرجي» المباريات في بعض الهفوات أثناء نقل المباريات على الهواء مباشرة والتي لا تليق بحجم دوري «روشن السعودي للمحترفين» من وجهة نظرهم..
بعد هذا الشد والجذب تناولت الجماهير الرياضية وبشكل جاد «تحيز» بعض معلقي المباريات للاعبي فريق معين وإقحام معلومات لا تفيد المتابع بشيء في مباريات الفريق الآخر المنافس..
وتدخل بعض المعلقين في الحالات التحكيمية بشكل لا يناسب «بعض الجماهير» في ظل غياب الحياد المقنن الذي يفترض أن يكون عليه معلق المباراة..
هنا قد يتاح لي أن أطالب «برضا» الجماهير الرياضية كافة والوقوف على مسافةٍ واحدة من جميع الأندية كبيرها وصغيرها وجميع اللاعبين الأساطير منهم والمغمورين واتخاذ أعلى درجات الحذر في مراعاة مشاعر الجماهير واحترام ميولهم..
أعتقد أن موضوع معلقي المباريات يجب أن يكون ضمن اهتمامات مسيري الرياضة والإعلام الرياضي، لأن الانفتاح التقني وسهولة الحصول على المعلومة والأدلة قد تكون أسلحة تستخدم ضد الأصوات «الشجية» التي تزيد من جماليات مبارياتنا ومنافساتنا الرياضية بشكل عام ومباريات «كرة القدم» على وجه الخصوص..
أيضاً لا نغفل حسن النية بأن تلك الهفوات لم تكن متعمَّدة وتمت بشكل عفوي ولكنها غير قابلة للتهميش والإفلات من العقوبة الإدارية على الأقل..
حكومتنا الرشيدة أنفقت المليارات على تطوير رياضتنا، ويفترض أن يجتمع طموح الجميع على النهوض برياضتنا والعمل بأقل نسب الخطأ والمحاسبة المستمرة لغرض التطوير وتطبيق أعلى معايير الحياد..
ولكي لا يكون الأساتذة معلقو المباريات «معلقين تحت المجهر» الجماهيري عليهم مراعاة مشاعر الجماهير والتعامل مع من يجلس خلف الشاشات التلفزيونية في أوضاع نفسية مختلفة بين متوتر وحزين وغاضب..
وهذه المراعاة تعتبر من أعلى معايير جودة الحياة الرياضية والتي تصب في مصلحة الرياضة والكرة السعودية التي لامست مصاف الرياضات العالمية في ظل رؤية المملكة 2030..
قشعريرة
الديربي المنتظر بين قطبي الكرة السعودية الهلال والنصر يتطلع جميع المتابعين بالوطن والخليج العربي والوطن العربي أن يكون هذا الديربي هو الأعظم في تاريخ الفريقين..
وتتطلع الجماهير الرياضية أن يحظى هذا «الديربي» باهتمام المسؤولين بالاتحاد السعودي لكرة القدم على الأصعدة كافة خصوصاً في الجانب الأكثر ضجيجاً على المستوى الرياضي «التحكيم»..