محمد فؤاد زيد الكيلاني
الحرب الدائرة الآن في فلسطين بين المقاومة الفلسطينية وما يُسمى بجيش الدفاع، فاقت كل التوقعات من حيث عدد الشهداء من الشعب الفلسطيني الأعزل، فهذا كان مفاجئاً للعالم كله بهذه الوحشية التي هاجم بها هذا الجيش المواطنين والأطفال والنساء وكبار السن.
هكذا أمر لم نقرأ عنه بالتاريخ المتحضر، من هذه الوحشية المفرطة ضد المدنيين، فالعالم أجمع ينظر إلى هذا الأمر بدور المتفرج، والدعم الأمريكي والأوروبي اللا محدود واضح ولا لبس فيه، وتجردت الإنسانية من إنسانيتها بشكل لا يمكن وصفه.
فما يقوم به هذه الكيان على أصغر بقعة على وجه الأرض من ناحية عدد السكان نرى بأن هناك حرب إبادة وليس حرباً مع قوة عسكرية ضخمة أو كبيرة عدداً وعدة، يرى مراقبون بأن عدد المقاومين في غزة ليس بهذا الكم الذي من شأنه أن تدمر غزة على ساكنيها بهذه الطريقة المعيبة.
في مثل هذه المرحلة وما يشهده القطاع من قصف على كل شيء يتحرك أو ثابت داخل القطاع، سواءً كانت المدارس والمستشفيات والتجمعات والجامعات والمعابد والكنائس وكل شبر داخل القطاع بصفته المدنية يدمر حتى يصبح أثراً بعد عين، وهذا التصرف الأرعن من قبل هذا العدو، يجب وقفه بطريقة قانونية وتفعيل القوانين المنصوص عليها في هيئة الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية المنتشرة في العالم.
يجب نزع السلاح من هذا العدو فوراً، لعدم استعماله في المكان المناسب وضد جيوش هاجمته، أو أوقعت به خسائر فادحة، فوجود السلاح في أي دولة لحمايتها من جيش معتد على أرضها، وليس على أطفال أو نساء أو شيوخ أو حجر أو شجر كما هو الحال ضد المدنيين الفلسطينيين داخل غزة، وفي هذه الفترة بدأ هذا العدو الغاصب بالتلميح إلى استعمال السلاح النووي ضد غزة، وتاريخه يشهد له بالإجرام، وهذه الحرب دليل دامغ عليه.
السلاح بالعادة له ضوابط استعمال وطرق عسكرية لاستعماله، لكن طريقة استعماله في غزة ليست قانونية على الإطلاق بشهادة دول محايدة، ومنظمات مهتمة بحقوق الإنسان، فما يقوم به هذا العدو لا يمكن قوله بأنه إرهاب دولة أو عصابة مسلحة أو بلطجة أو أي وصف يمكن وصفه لأي جهة تملك السلاح، وتجيد استعماله بالطريقة التي تراعي قوانين الحروب المتبعة عالمياً أو تطبيق قواعد الاشتباك المتعارف عليها، ففي هذه المرحلة لا تطبق أي قوانين حتى قانون شريعة الغاب غائب عن هذه المرحلة، أصبح الآن السلاح بأيدي دولة فاقدة عقلها وعقيدتها فتقوم بقتل الآلاف من الفلسطينيين دون أي مبرر قانوني، وهذا بشهادة العالم.
يجب العمل على سحب السلاح من هذا الكيان لأنه لا يملك أي مقومات الدولة أو الكيان أو الأخلاق المتبعة في أي حرب، حتى وإن صح القول أكثر من الغطرسة اللا مسؤولة في الحروب، حتى لا تتطور الأمور وتصل إلى ضرب قنبلة جرثومية أو أي نوع من أنواع الأسلحة المحرمة دولياً على شعب أعزل أو قطاع صغير كقطاع غزة مثلاً.
ربما هذا القول لا يعجب هذا الكيان الغاصب الدموي لكن هذا هو الواقع على الأرض، فدليل الإدانة واضحاً من خلال حصاره للمستشفيات من أجل جلب نصر له ولو وهمياً، يقوم بقتل الأطفال الرضَّع والمرضى داخل أي مستشفى في غزة، وما توثقه القنوات العالمية دليل على هذا الإجرام غير المسبوق المتبع في هذه الحرب على غزة.