محمد العبدالوهاب
في عصر تشهد فيه الرياضة السعودية نقلة حضارية - غير مسبوقة - وبقفزة سريعة نحو مصاف العالمية باستقطابات نجوم كروية دولية، وإقامة دورات وبطولات واستضافات عالمية على أراضيها .. أصاب بالدهشة والاستغراب كل ما شهدت ما يدور في الساحة الإعلامية من محتوى وأطروحات مليئة بالإسفاف وبذائية الألفاظ، أجزم بأن المتلقي يرتقي عن النطق بها أو بسماعها. ففي الوقت الذي كنت أناشد فيه الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي عبر مقال لي نشر في الجزيرة 12 / 7 / 2023 باستقطاب إعلام أجنبي أسوة بالمدربين واللاعبين لمواكبة النقلة الكروية التاريخية التي يشهدها وطننا المعطاء، خصوصاً في ظل ابتعاد أساطير الإعلام الرياضي عن المشهد وتوقف محبرة أقلامهم عن المقال (مأسوف عليهم) بدلاً من أن يكون هذا الوقت هو المفترض فيه وجودهم.
.. أقول إن رياضتنا اليوم أحوج ما تكون للخبرة الأجنبية لتجديد وتغيير مفاهيم وأساليب لا نزال نعايشها منذ القدم - لربما - عفا عليها الزمن، والعالم كل يوم يتطور وعياً وفكراً وثقافةً خصوصاً في المجال الكروي وما وصلت إليه رياضتنا اليوم من متابعة ومشاهدة من قبل الشعوب المتقدمة حضارياً، فإنه من الطبيعي نناشد بمسايرة ذلك بإعلام رياضي راق متوازن مع الحدث.
نعم للنقاط.. لا للمستوى
ما قبل التوقف الدولي للدوري حفلت جولة الـ13 بمتابعة جماهيرية على غير عادة، ينتابها الترقب بما آلت إليه من نتائج على اعتبار أنها ستكون نقطة تحول في هز كراسي ومراكز الفرق خصوصاً متصدرة الترتيب، فكان لسان حال الكثير منهم يناشد بجلب النقاط، بدون أن يكون هناك تكتيك أو مستوى، كان الأقوى مواجهة الهلال والتعاون وكسبها الأزرق محافظاً على سجله خاليا من الخسارة ومتربعاً على الصدارة، وسط ملاحقة مستميتة من النصر الذي كسب الوحدة مستقراً بالمركز الثاني مبتعداً عن أقرب منافسيه، بينما كان الرياض والرائد الأميز حضوراً بهذه الجولة فالأول تعادل مع الفتح والآخر كسب الشباب، وعلى طريقة تنفس الصعداء كانت نتائجهما مطمنئة لحد ما لجماهيريهما بالشعور والآمال بأن القادم سيكون تتطلعاً بالبقاء في دوري الكبار، أما الطائي ذلك الفارس الجريح الذي أصبح منصادا بعد أن كان هو صائداً!! بانحدار المستوى والنتائج والذي جاء التوقف أشبه بالنجاة وإسعافه- لعل وعسى- يعيد أوراقه المبعثرة رأساً على عقب، قبل أن يكون (يلو) بوصلة اتجاهه.
بصمة العمدة
اعتدنا من النجم الدولي السابق وقائد الهلال المعتزل عبدالله فودة (العمدة) حضوره الدائم لمقر ناديه من باب الوفاء والانتماء لفريقه، وكان أشبه بالموجه والتربوي للوجوه الواعدة بالنصح والدعم المعنوي لهم ليكونوا نجوماً يخدمون النادي والمنتخب، وأتذكر بأن أكثر الوجوه الواعدة التي يدعمها العمدة (آنذاك) محمد الشلهوب، بالأمس القريب وعلى طريقة التاريخ يعيد نفسه!! شاهدت مقطع فيديو حديثا، يظهر فيه العمدة والشلهوب أيقنت من خلاله وحسب ما دار بينهما من حديث، أنه ما كان يوجه كلاعب نشء، ها هو يقوم بنفس الدور ولكن بدعمه وتوجيهه كمدرب واعد نترقب بأن يقود منتخبنا في المستقبل.
..هنا أتساءل مثل هؤلاء النجوم السابقين الكبار أين هم عن الأجهزة الإدارية والفنية بأنديتنا؟!
ويتداعى تسأول آخر: هل المستجدون من مواهب ووجوه التي بحاجة إلى دعم وتوجيه تجد اهتماما من إدارات الأندية؟
ومضات رياضية
= إنجاز رياضي جديد يُسجل باسم الوطن 29 ميدالية منها 16 ذهبية، حققها أبطالنا ببطولة آسيا لألعاب القوى التي أقيمت بالفلبين بمشاركة 19 دولة.
= شهدت تشكيلية المنتخب أسماء جديدة ربما لا يعرف البعض بأي الفرق هي تلعب، ويبدو أن المدرب يريد أن يمتزج المنتخب ما بين الخبرة والوجوه المستجدة، ولا شك بأن ذلك يقطع الشك بمقولة: المنتخب حكر على أسماء معينة وبالفرق الكبيرة فقط!
= سبعة مدربين تم إقالتهم حتى الآن رغم أن النصف الأول من الدوري لم ينته بعد، وأجزم بأن هناك من تكتب إعفاءاتهم عن التدريب قريباً.
= إذا صدقت تلك الأخبار التي تشير بانتقال عبدالرزاق حمدالله للشباب، فإنها ستكون صفقة ناجحة بكل المقاييس، فالشباب ضالته الهداف المتمكن.
= بعد طول انتظار تقرر إقامة حفل اعتزال وتكريم النجم الأسطوري محمد نور في يناير، وداعاً أبا نوران.
= كثير هي الأهداف التي هزت الشباك بهذه الجولة فيها من الجمالية وطريقة الإبداع من مسجليها، أجزم بأن هدف تيليسي النصر وكنو الهلال هي الأمتع لحد الإبهار.
آخر المطاف
قالوا..
الحياة أقصر من أن تهدرها مع أشخاص تبرر لهم أفعالك طيلة الوقت.. فالعقول متباينة هناك من يفهمك بحسن نية، وآخرون على النقيض.