دورة تدريبية تخللتها ورشة عمل أقامتها لجنة مكافحة جرائم الاتجار بالبشر في هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية وكإعلامي عضو هيئة الصحفيين السعوديين واتحاد العرب للصحافة وكذلك مصنف إعلامي من هيئة الإعلام المرئي والمسموع (الجي كأم) تشرفت بالدعوة لحضور مثل هذه الورشة التي كانت مدججة بمعلومات ثرية عن تلك الجريمة البشعة وهي الاتجار بالبشر. دورة تدريبية هدفها الأسمى هو دعوة الإعلاميين والإعلاميات في المملكة العربية السعودية وسعيد جداً كوني ضمنهم كان عنوانها (إعداد التقارير الصحفية حول حالات الاتجار بالأشخاص. أعدها وقدمها نخبة ممن لهم باع طويل حول تلك القضية المهمة التي خلصت ورشة العمل المصاحبة إلى أن هنالك قصوراً كبيراً في التوعية بقضية الاتجار بالبشر على مستوى الوطن العربي وتحديداً في المملكة العربية السعودية. عامة الناس بل حتى المثقفون منهم أنا على يقين تام يجهلون جوانب عدة عن تلك القضية والإجراءات المتحدة حيال تلك القضايا وهي الاتجار بالأشخاص.
هل تعلم عزيزي القارئ أن العامل لديك مهما كان موقعه سواء عاملة منزلية أو سائق خاص ليس لك الحق بحجز أوراقه الثبوتية وأن هذا الشيء يعتبر نوعاً من أنواع الاتجار بالأشخاص. وجهة نظري وأكيد الكثير يتفقون معي أن صور الاتجار بالأشخاص مجهولة. كان كما ذكرت إقامة تلك الدورة الهدف منه هو ضمن إطار جهود لجنة مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص لتعزيز الوعي بمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص وتفعيل الدور الإعلامي للمنع والوقاية وليس الحد فقط من هذه الجرائم.
أنا هنا أحقق هدف الدورة التي حضرتها لأبين للقارئ الكريم أن الموضوع أعلى وأسمى منه كما نتصور بل هو متشعب ويحتم الأمر علينا أن نثقف بعضنا عن هذه الجريمة النكراء التي يخلو مرتكبوها من كل معاني الإنسانية والرحمة والرأفة بل تمثل أبشع صور الجشع والطمع. إذا كان هنالك من يستغل أغلى ما يملك وهم أطفاله مثلاً للحصول على المال بتشغيلهم للتسول وأحياناً والعياذ بالله للاستغلال الجنسي وإن شاء الله أن ذلك ليس موجوداً في مجتمعنا السعودي ولله الحمد والمنة لما ننعم به من رغد عيش وعزة وكرامة ولكني ذكرت هذا المثال لإيصال الرسالة المطلوبة مني كإعلامي عن معنى التجارة بالأشخاص.
بعد حضور تلك الدورة اتضح لي أهمية الدور الإعلامي لتبيان حقيقة مثل هذه الجريمة وأنها من أكبر الجرائم التي ترتكب في العالم أجمع وأن عقوبتها رادعة تصل إلى غرامات تقدر بملايين الريالات أو سجن بمدد قد تتجاوز الخمس عشرة سنة أو بكلا العقوبتين مجتمعتين.
خلصت الدورة التي استمرت يومين تخللتها ورشة عمل إلى أهمية كما ذكرت الدور الإعلامي في التوعية بل وصل الحال إلى التوصية بتخصيص جائزة للعاملين لتعزيز الوعي من هذه الظاهرة المقززة التي يعتبرها البعض بيعاً وشراءً للأسف والله -سبحانه وتعالى- كرم بني آدم قال تعالى في محكم كتابة (ولقد كرمنا بني آدم) من التوصيات أيضاً التي خرجت عبر ورشة العمل المصاحبة هي تخصيص منصة لسرد القصص الواقعية التي ولا ريب سيكون لها أثر فعال في التوعية وغيرها من التوصيات.
الحق يقال إن جريمة الاتجار بالأشخاص الحديث عنها ذو شجون وعليه دعوة مني لكل مواطن سعودي لزيارة موقع الحساب الرسمي للجنة مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص السعودية.
**
الرياض*