عبده الأسمري
تعالت الأيام الماضية الأصوات حول مقاطعة تطبيق «التيك توك» الذي انتشر بين المراهقين والسفهاء والصبية انتشار النار في الهشيم. وقد انكشف «اللثام» عن حجم الحقد والعداء الذي يحملها هذا «التطبيق» السخيف للوطن ولكل ما ينتمي له ويبقى الموضوع رهيناً لاستقصاء من قبل العقلاء لتوجهاته وخططه الخفية والقائمين عليه واتجاهات «الخبث» المغلف بالمال والاستثمار وإمعانه في التسرب إلى «أعماق» القيم وأسس «الوطنية» ووضع حد لهذا الوجه البائس من الإساءة.
الفكر هو الأداة «المثلى» التي تعكس السلوك وتوظف «المسلك» وسط «تحديات» و»تغيرات» تنسج «خيوط» التحول وتلتف على «رقاب» الجاهلين بالمقام الأول الأمر الذي يجعل «البشر» على مواعيد ثابتة ومؤكدة من «التبدلات» الفكرية والتي تقتضي «الثبات» على أسس وأصول وأركان «الهوية» التي يجب ان تكون «العنوان» العريض أمام أي موجات أو هجمات ترسمها «دوائر» الزمن بين حقبة وأخرى.
لو استعرضنا ما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي لوجدنا أن «التفاهة» سلعة رائجة تسهم في هدم «النسيج» الاجتماعي وتقليل «شأن» الإنسان وتحول الحياة من تعاملات تعاونية أو معاملات تعاقدية واللعب على أوتار «الشهرة» البغيضة إمعاناً في تخريج أجيال وراء أخرى ترى في «السفة» مادة دسمة واتجاه جاذب للتشجيع والاحتفاء وهو ما أنتج لنا «قوافل» من الحمقى سنظل أعواماً ونحن ندفع «ثمن» غثائهم وسلوكياتهم وستمضي الأسر سنيناً وهي تدافع عن «قيمة» القيم لوقاية أبنائها من الوقوع في «وحل» الجرائم أو «منحدر» الضياع.
رأينا «أفراداً» وجهوا «سهام» الجحود لوطننا الحبيب بعد الأكل من خيراته وتحول الأمر إلى ظهور «جماعات» ثم «أقوام» خرجت من حدود «البلاد» لتكشف عن حجم «الخبث» ومقدار «اللؤم» من خلال مقابلة «المعروف» بالتنكر والنكران والإساءة!!
والسؤال.. هل تعلمنا من «الدرس» وكيف نتشرب «التجربة» في ظل امتلاء ساحات «التواصل الاجتماعي» بالخائنين والحاقدين حتى أن فئة «النساء» منهم تتبجح بوطنية وهمية أو جنسية مستعارة لعلمها أن جمهورها من «المراهقين» والمراهقات والذين يتم تشكيلهم وتعديل أفكارهم بكل سهولة وسط غياب «الرقابة» والتغافل عن «سلوكيات» عابرة قد تتحول مع الزمن إلى كوارث مستديمة.
الأمن الفكري مسؤولية عظيمة وهو «الأساس» الذي يقوم عليه «صرح» التطور وتتحمل الجهات المعنية بهذا الملف كل «المشاهد» التي مرت دون محاسبة وبلا معاقبة وتظل «التداعيات» المتلاحقة و»السلبيات» القادمة والتي أراها في «حيز» الوقوع أمراً فيصلياً في وقاية «أجيال» قادمة من «براثن» تديرها منظمات وعصابات خارجية ولا بد أن لديها «أذرع» و»أطراف» في الداخل تقتضي بترها من الجذور.
رأينا حجم «المخدرات» المضبوطة أثناء الحملات الأخيرة وشاهدنا في عمليات إزالة الأحياء الشعبية «عصابات» بين ظهرانينا ووسط بلادنا ولا ننسى ما أفرزته تجمعات «الأفارقة» في الغابات ومجاميع «العمالة السائبة» في الحارات العتيقة وجماعات «الوافدين الحاقدين» في الاجتماعات الخفية.. التي كانت نتائجها «الجرائم» المعقدة من قتل وسرقات وجنايات مختلفة ولو تمعنا في تفاصيل تلك الوقائع لعلمنا أن بيننا «عصابات» تقتضي الاجتثاث ولا غرابة فقد يكون وسطهم «الجواسيس» و»الخونة» و»الموجهين» سياسيا ً لزعزعة الأمن الفكري والوطني والتخطيط نحو «منابع» الفكر واستهداف المراهقين والشباب وحتى الأطفال لتحقيق «الأجندات» الخارجية.
دائماً ما تلعب «العصابات» على الفكر كرهان أول ثم تلمس «النتائج» في التفكك الأسري كهدف أمثل ثم تجني حصاد «التدمير» من خلال انتشار «السلوكيات» الخاطئة و»المسالك» الشنيعة التي تسيء للهوية وتدمر «النسيج الاجتماعي» وترسم على «ساحات» الانضباط خطوطاً سوداء مقيتة من التخلف والرجعية والاستهتار والسوء في «الأفكار» والإساءة في «الأفعال».
وفق تحليل دقيق فان «المخدرات» كانت «خطة» دولية لعصابات خارجية وقد انتشرت من «واقع» الفكر الذي انتهجه الكثير بتسرع وتهور وغباء بعد الخلط ما بين الحرية والتحرر إضافة إلى إمعان «دويلات» و»أحزاب» و»جماعات» خارجية ومأجورين في الداخل إلى إسقاط تجاربهم على أجيالنا ليشربوا من ذات «الكأس» الذي شربوه سابقاً بمحض إرادتهم وخضوعهم ولو درسنا التحديات الأخرى لرأيناها حاضرة منتشرة في «مقاطع» مشاهير «السفه» و»إعلانات» قوافل التافهين التي تجند الكثير من المغرر بهم بطرق غير مباشرة لتقمص «الفكر السخيف» مما ينعكس عليه الاستهتار بالنظام والأمعان في السوء والفجر في السلوك.
أرى أننا بحاجة ملحة إلى حملات وطنية منظمة وممنهجة لتعزيز الأمن الفكري بدءًا من أحضان الأسرة مروراً بفصول الروضة ومراحل التعليم ومواقع التوظيف ومواطن المجتمع وانتهاء بتجمعات «المتقاعدين» ووضع تخطيط حقيقي يوازي حملة مكافحة «المخدرات» وتشكيل فرق عمل على قدر عال من المسؤولية والتفكير والتدبير والخبرة يتم اختيارهم بعناية لتوفير دراسات حقيقية من أرض الواقع مدعمه بالأرقام والنتائج والوقائع والحقائق ثم وضع الخطط الكفيلة بكشف «القناع» عن كل «عصابة» خارجية نشرت خلاياها في «الداخل» وتوظيف مقومات «الوطنية» الحقة والمسؤولية السلوكية وفرض أنظمة جديدة على كل «سلوك» مشين أو خاطئ أو مسيء وتوظيف «الفكر» السليم الذي سينتج لنا «الشخص» السوي المنضبط الذي يكون فرداً فالحاً وعضواً صالحاً في كتيبة هذا الوطن المعطاء.