خالد بن حمد المالك
اهتمام المملكة بالقضية الفلسطينية، وعملها على تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الحرَّة المستقلة لا يحتاج إلى دليل، ففلسطين في قلب المملكة من الاهتمام، وهي الحاضرة التي لا تغيب عن اهتمام قادتها، وعملهم الذي لا ينقطع دفاعاً عنها، وشعوراً بالمسؤولية نحوها.
* *
هكذا هي المملكة، القلب النابض لاسترداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والمدافعة عن هذا الحق بكل السُّبل، وفي جميع المناسبات، وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني الشقيق دون مَنٍّ، أو مصلحة، أو أهداف لا تخدم القضية، ولا تصبُّ في مصلحة المواطن الفلسطيني في أرضه المحتلة.
* *
وعلى هذا الخط الواضح الجلي سارتْ السياسة السعودية على امتداد التاريخ، فطوَّعت إمكاناتها السياسية والاقتصادية وعلاقاتها الدولية لصالح استرداد الفلسطينيين لحقوقهم، وحمايتهم من المؤامرات التي تسعى لتصفية قضيتهم، دون مصلحة لها، أو استثمارها شعبوياً على حساب التفريط بحقوقهم، كما تاجر بها البعض.
* *
وغداً السبت سيكون في الرياض مؤتمر قمة عربية، وبعد غد الأحد ستكون هناك قمة إسلامية، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، في توقيت مهم، وأحداث خطيرة تطلبتها هذه الدعوة من قيادتنا الرشيدة، دفاعاً عن حق الشعب الفلسطيني، بتوحيد كلمة وموقف الصف العربي والإسلامي للدفاع عن الشعب الفلسطيني الشقيق.
* *
نعم يأتي انعقاد القمتين في التوقيت المهم، وبالتزامن مع التطورات في غزة، لوضع خارطة طريق لكيفية التعامل مع العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، ووضع تصور جاد للبدء في تحقيق حلم الفلسطينيين بإقامة دولة لهم على أراضيهم المحتلة، بدلاً من الوعود غير الجادة، والتسويف الذي وازن بين إشغال الفلسطينيين بخلافات فيما بينهم، وبين الخلافات العربية العربية، لتستثمرها إسرائيل في رفض تحقيق ما أقرته الشرعية الدولية بدعم أعمى من الولايات المتحدة الأمريكية بعدم إقامة دولة للفلسطينيين وعاصمتها القدس.
* *
المؤمَّل من القمتين، أن يكون لهما دورٌ فاعل في إيقاف القتال في غزة، وحماية المدنيين من مجازر إسرائيل، والسماح بإخال المواد الغذائية والصحية والمحروقات، ورفع الحصار عن غزة، وصولاً إلى السير والتوجه بجدية نحو خيار قيام الدولتين، لأنه من دون دولة قابلة للحياة للفلسطينيين على أراضيهم المحتلة، فإن السلام والاستقرار لإسرائيل، وامتداداً للمنطقة والعالم سيكون صعب المنال.
* *
وبينما يأتي هذا الجهد المقدَّر من المملكة في دعم القضية الفلسطينية، وحمايةً الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية، بتبنيها واستضافتها للقمتين، فإن طائرات الإغاثة السعودية بالأدوية والمواد الغذائية والأشياء الأخرى الإيوائية بدأت تتحرك نحو قطاع غزة لمساعدة المنكوبين الذين حُرِّموا من الماء والدواء والغذاء والوقود، وكل ما يبقيهم أحياءً يُرزقون، وهو دعمٌ لم يتوقف، وحضورٌ لا يغيب، ومساندةٌ مستمرة، وعملٌ يأتي للتخفيف من آثار الأزمة الطاحنة التي يمر بها الأشقاء في غزة.
* *
إنَّ هذا الجهد الكبير من المملكة سوف يلقي بظلاله على مستقبل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من جرائم أمريكا وإسرائيل في حق الأبرياء الفلسطينيين، ولكنه لن يكون آخر المطاف في دعم المملكة للقضية الفلسطينية، ففلسطين أمانة لدى المملكة كما هي لدى كل العرب والمسلمين والمحبين للعدل والإنصاف في العالم، وضمن ذلك كان هذا المسعى من المملكة بجمع الدول العربية والإسلامية في مؤتمرين بالرياض لمواجهة التحديات بالغة التعقيد، وأخذ القرارات المناسبة لمواجهتها.