ميسون أبو بكر
إن كان خطيب مسجد في إحدى الدول العربية يخطب بالمئات من المصلين في يوم فضيل ويكرس خطبته للكراهية وفتنة الناس بما يراه من وجهة نظر شخصية قاصرة أو لمؤامرة وضعتها إحدى الجماعات الإرهابية وهو شريك فيها فإن هذا من مصائب هذا العصر الذي ابتلينا به.
وإن كنا ابتلينا بمشاهير آخر زمن غثهم أكثر من سمينهم تبعهم الفارغون من البشر الذين صنعوا شهرتهم بمتابعتهم قصصهم البالية فإن الساحة تعج بأمثالهم ووسائل التواصل الاجتماعي التي لا رقيب عليها تحولت كنافذة إخبارية تنشر كل تحركاتهم، ورغم أنهم ليسوا القدوة لكن بعضهم حصد المتابعات -اللايكات- من خلال بطولات غير حقيقية أهدتها لهم الظروف التي يمر بها عالمنا بخاصة أحداث غزة الأخيرة التي اتخذ منها البعض فرصة سانحة للظهور والاستعراض.
أولئك الذين لا يحملون رسالة في حياتهم سوى استغلال الفرص وحصاد بطولات مزيفة والرقص على مشاعر المساكين من الناس الذين ما تلبث أن تراهم يصفقون لهم مصدقين مزاعمهم، هؤلاء الذين لا يتركون العنان لتفكيرهم واستنتاجهم الخاص بل يعتنقون ما يقوله خبيث مغرض أو حاقد حاسد أو عدو متربص أو أبواق إعلامية لها أجندتها فيسيئون للمملكة وهم لا يفقهون من قولهم شيئاً.
الذين يتبعون الضلال ويرددون ما يجهلونه، وتأخذهم العزة بالإثم فتأثم ألسنتهم وتكبر أحقادهم وتضل أفواههم عن قول الحقيقة فإنهم هم الخاسرون.
على وسائل السوشيال ميديا ووسط ألم غزة التي أحرقت قلوبنا ولست في صدد الحديث عن حيثياتها إلا أن التراشق اللفظي وكمية الحقد كبيرة مما يشير لأيدٍ خفية تؤجج هذا الحقد والعداوة وهو ليس لمصلحة فلسطين ولا لمصلحة العرب واللحمة العربية.
أتمنى أن يستفيق النائمون من غفلتهم، وأن نحكم العقل فالدول العربية كالجسد الواحد، لا يعبث بعقولكم طامع في اختراق صفوفكم ولا مغرض واجعلوا الحقيقة بوصلة والأكاذيب مقبرة واجتهدوا في تحكيم تفكيركم وكفوا عن التراشق بالكلام فهمّنا واحد ونصرنا واحد.