أ.د.عثمان بن صالح العامر
يرعى معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس شؤون الأسرة المهندس: أحمد بن سليمان الراجحي، بعد غدٍ الأحد منتدى الأسرة السعودية والذي ينعقد يومي الأحد والاثنين القادمين 12-13 نوفمبر 2023 الموسوم بـ(الإطار الوطني لسلامة الأطفال على الإنترنت) وتحت هذا العنوان، تندرج ثلاثة أبعاد كلها ذات أهمية محورية في مشاريعنا الوطنية المستقبلية، هي بإيجاز:
- البعد الوطني؛ ففي خضم الصراع الثقافي الدولي تهتم الأوطان عموماً ونحن في المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص - لاعتبارات عدة ليس المقام مقام الإفاضة فيها والتعريج عليها - في تأكيد خصوصيتها محافظة منها على هويتها، وهذا ما أكد عليه عنوان هذا الملتقى الذي جاء انبثاقاً من رؤية ثاقبة حيال الخطر الذي يهدد سلامة صغارنا، فضلاً عن غيرهم من الفئات العمرية المختلفة.
- سلامة الأطفال: وفي هذا البعد يظهر جلياً أن دلالة السلامة ليست مقتصرة على الجانب الصحي، مع التسليم بأن الإنترنت يؤثر صحياً على أطفالنا، إلا أن خطورته الفكرية والذهنية والاجتماعية لا تقل عن الصحية، وهذا ما يوجب على أسرنا الالتفات إليه، والاعتناء به حرصاً على أرواح وعقول وأجساد فلذات أكبادنا.
- العالم الافتراضي: (الإنترنت)، الذي أضحى اليوم منافساً حقيقياً للعالم الحقيقي، حتى لدى الأطفال وهم في المهد للأسف الشديد، فهو من أشهر الوسائل التي تلجأ إليها الأم أو الخادمة والمربية من أجل إسكات صغيرها، فالطفل حين يسمر ناظريه بشاشة الجوال غالباً ما يتلحف بالصمت ويتدثر بالهدوء، ويركز بشكل غريب فيما يراه يتحرك أمامه داخل هذا الجهاز الصغير، فضلاً عمّن تجاوز مرحلة المهد فصار يتابع ويأنس ويتعلق بهذا العالم دون رقيب من والديه ولا ضابط، ومن المضحك المبكي أن من أطفالنا من لا يأكل إلا وجهاز الجوال أو الأيباد بين يديه، وهذا بالطبع يؤثر مع مرور السنين وتصارم الأيام في تكوين هذا الصغير وبنائه الجسدي والقيمي والذهني.
- إنني وأنا أسجل في هذا المقال شكري وتقديري العميق لمجلس شؤون الأسرة على ما يبذله من جهود في سبيل ومن أجل قيام أسرنا بدورها الذي ندبها الله إليه في الأساس (فكلنا راعٍ وكل مسؤول عن رعيته)، أذكّر نفسي والقارئ الكريم بواجباتنا الأبوية إزاء صغارنا وضمان سلامتهم في عصر كثرت فيه المهددات وتنوعت وسائلها وازدادت مخاطر تعاطيها، حفظ الله الجميع ووقانا وذرياتنا الشرور والفتن، وتحقق لنا ولكم سلامة أولادنا وأحفادنا ودمت عزيزاً يا وطني،، وإلى لقاء والسلام.