سهوب بغدادي
فيما برزت لنا خلال السنوات الماضية مفاهيم وآليات جديدة في المجال المهني، يتعدى الاعتبارات القديمة والمعهودة للقطاعات، حكومي وخاص، حيث أضفى مفهوم الخصخصة أبعادًا أخرى للقطاعات وأتاح فرصًا للمؤسسات والأفراد والجهات الكبيرة التي أوكلت مهامها أو بعضها لهذه الشركات المتخصصة، حيث تعد كل شركة مشغلة ذات اختصاص معين بمثابة الخبير الذي تتم الاستعانة به في ملف ما، ومن هذا المنطلق، قد تستعين كبرى الجهات بشركة أو أكثر في ملفات ومشاريع متنوعة بحسب اختصاصها، وجرت العادة على التخوف من الأفكار الدخيلة والمستحدثة والتغيير بشكل عام خاصةً في القطاع الحكومي، إلا أن التجربة خير برهان على فعالية الشركات المشغلة في مواضع معينة، فضلاً عن طرح مفهوم التنافسية بين الشركات المشغلة بهدف تقديم أفضل خدمة، الأمر الذي يصب في صالح الجهة بحد ذاتها، والشركة المشغلة أيضًا، والارتقاء بالقطاع ككل تباعًا، في ظل رقابة الجهات المعنية بمعايير المنافسة في مختلف القطاعات في المملكة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، لفتني فريق مكون من 4 أشخاص خلال أحد المشاريع قصيرة الأمد لإحدى الوزارات، إذ اتسم الفريق بالترحيب قبل كل شيء واستقبال الشكاوى والاقتراحات بصدر رحب وبشاشة، مع تحليهم بالمهنية العالية، والأهم من ذلك عكسهم روح وهوية الجهة الأساس - الحكومية - التي قامت بتوظيفهم لتشغيل المشروع، ولم يعلم شخص عن ماهيتهم طوال فترة انعقاد المشروع سوى قلة وأنا منهم عن طريق الصدفة.
خلال حديثي مع مدير المشروع الأستاذ عبدالعزيز الشيخ، وأكد لي هذا الأمر كل من حصة المساعد، وبلال أحمد، وروان الحمدي الذين أظهروا قدرًا عاليًا من الالتزام والشغف، فلا أخفيكم أن عمل مثل هذا يتطلب قدرًا كبيرًا من المرونة، وأقصد المرونة في التأقلم على ساعات العمل المتغيرة والطويلة وعدم تواجد مقر محدد، والمرونة في تقبل الاختلاف في الرؤى والتوجهات للجهات، والعمل في كل مشروع وفق الضوابط العامة والخاصة بشركتهم أولًا والجهة التي تطلب المشروع بشكل خاص ومحاولة المقاربة بينهما دون أن يطغى أو يهمش جانب على الآخر وهوية على أخرى.
«لايمكن تحقيق النجاح إلا إذا أحببت ماتقوم به» «ديل كارنيجي».