عثمان أبوبكر مالي
كان الدوري السعودي لكرة القدم في موسم (2021- 2022م) (منعشاً) جداً لفريق الاتحاد لكرة القدم، قدَّم فيه (النمور) أداءً ومستوى كبيرين، كانت نتائج الفريق قوية ومستوياته مبهرة، ورغم خسارته للبطولة في (الأمتار الأخيرة) بسبب أخطاء (قلة الدبرة) إلا أن الموسم كان جميلاً للجماهير الاتحادية قاطبة، وأن تحسرت عليه لكنها ظلت ترفع شعارها الذي تمسكت به حتى آخر لحظه وتردد نغمتها المحفوظة (يمشي كدا كدا)!
أما موسم 2022-2023م (دوري روشن) فقد كان موسم (العودة) للفريق، موسم الفرح والبهجة والسرور والانتشاء لجماهيره العريضة، بعد أن حصدت ثمرة صبرها سنوات ووقوفها ودعمها وقيادتها لفريقها إلى منصات التتويج، محققاً لقب البطولة (الاستثنائية) الغالية بفضل عمل جبار لمدرب الفريق (نونو سانتو) وتأهل للمشاركة العالمية (كأس العالم للأندية) للمرة الثالثة في تاريخه، وهذه المرة على أرضه وبين جماهيره.
ومع انطلاقة الدوري هذا العام موسم (2023-2024) وهو موسم النقلة الكبيرة، والاستقطاب التاريخي، لم يتهيأ الجمهور الاتحادي ولم يتطلع إلى فريقه ويعقد عليه الآمال في أي وقت مضي، كما كان عليه قبل الموسم وبعد القرار الحضاري بتحويل الأندية إلى (شركات رسمية) تحتضنها وتتبع للجهة الاستثمارية الكبيرة والرائدة، ذات الحضور والتأثير الأكبر عالمياً، وكان ذلك يعني للجميع (تحولاً تاريخياً) في الأندية التي أستقطبها وارتقاءً كبيراً لها باعتبار أن القرار سيجعلها تفرق كثيراً وتصبح (ذراعاً قوياً) في خطوات وإستراتيجية (رؤية 2030) رياضياً، وهذا ما حصل بالفعل، ووضح جلياً من وقت مبكر مع بداية الموسم، من خلال الاستقطابات التي حصلت فيها بشكل واسع وبأرقام خيالية فاقت المتوقع، ولفتت أنظار العالم أجمع (للمشروع الرياضي) المبهج الذي وصل إليه الدوري السعودي، وكانت الجماهير الاتحادية (تؤمل) نفسها بأن يستمر فريقها (الأول) في الدوري وأن يسجل (الموسم التاريخي الثاني) له على التوالي أمام منافسيه، بل كانوا ينتظرون أن يتفوق على (أشقائه الثلاث) من حيث الاستقطاب وقوة الأسماء وجودة العناصر، لأسباب كثيرة منها ما هو خاص يتعلَّق به أهمها؛ الاستقرار الإداري والاستقرار الفني والدوافع الذاتية والجماهيرية، ومنها ما هو أكبر وأعم، وأهمها بشكل خاص (حمله) لواء تمثيل الكرة السعودية في بطولة العالم لكرة القدم للأندية (FIFA) التي ستُقام على معقله في جدة، لأول مرة في ضيافة المملكة لكن المفاجأة الكبرى (الحاصلة اليوم) وبعد انتهاء ثلث الموسم أن الفريق انكشف تماماً وتعرَّى للآخر، وتأكد أنه لم يكن الأول ولا الثاني ولا الثالث في (التفوق المنتظر)، بل يكون أيضاً في الأداء والقوة في مستوى (الأشقاء الثلاث) والدليل أنه خسر من الهلال مرتين، وخسر من الأهلي في أول لقاء جمعهما، وخسارته من النصر (مسألة وقت) والأسوأ من ذلك أنه حتى في مقياس التنافس في الدوري أصبح مبكراً من (فرق الوسط) ولا يمكن لمن يشاهده ويرى مستواه ونتائجه ومبارياته، يصدق أنه (ناد شقيق) لفرق الاستقطاب الثلاث الأخرى، والسبب في هذا التخلف الذي يعيشه تتحمّله إدارته المنتخبة (السابقة) وهي التي كانت مسؤولة عنه وعن استقطاباته، وكان وجودها معيباً للعمل الجديد وسلبياً له من خلال قرارات اتخذتها وهي على علم بالمرحلة الجديدة والتطور القادم، وهذا يعني أن وجودها -مع الأسف- كان معيقاً للتحل والقفزة الجديدة وأشبه بـ (مسمار جحا) عكس (الأشقاء الثلاثة) التي كانت إداراتها (خير معين) للعمل والتحول والنتائج خير شاهد.
كلام مشفر
* العمل الإداري الذي سبق مرحلة التحول كان سلبياً في الاتحاد وأثر كثيراً على الخطوات الأولى، عكس ما حصل في (الأشقاء الثلاثة) وأهمها (خلاف) استقطاب اللاعبين (جودة وعدداً) عدم إقامة (معسكر خارجي) قبل انطلاقة الموسم، وهو أمر حذرت منه بقوة مع إعلان قرار الاستقطاب في مقالي المنشور في هذه الزاوية بتاريخ 14 يونيو الماضي تحت عنوان (قرار إدارة الخصخصة الأول).
* أي حلول تتخذ الآن ستكون (مسكنات وقتية) للفريق، سواء أقيل المدرب أو استمر، غير أن ذلك لا يلغى حاجة الفريق إلى قرارات وقتية قوية ومهمة جداً، أهمها (إسناد) العمل الإداري (الإشراف على فريق كرة القدم) لأسماء إدارية خبيرة ذات تجارب وخبرة وشخصية وإبعاد إدارة (الشركة غير الربحية) كلياً.
* ويبقى الانتظار الأكبر في (الميركاتو الشتوي) القادم عندما يأتي بعيداً عن (الثعلب المزعوم) واتباعه، وسأتحدث عن ذلك في مقال آخر إن شاء الله.