محمد فؤاد زيد الكيلاني
مع اشتداد الضغط على الشعب الفلسطيني، وتحديداً في غزة، بشكل لم يسبق له مثيل، وما تحاول به إسرائيل من هذا الضغط عليها، هدفه إخفاء خسائرها المهولة، والتي لا تستطيع أن تعلن عنها للعالم، فمن هنا هب العالم لنجدتها على أساس أنها كيان منهار، وفعلاً هو منهار مع صمود أهل غزة بهذا الشكل الأسطوري.
تسعى إسرائيل إلى تهجير أهل غزة لمصر، وتحديداً إلى سيناء، وجاء الرفض المصري قوياً، وكان موقفاً عملياًً منها، على اعتبار أنها ترفض التهجير، وتريد إدخال المعونات إلى أهل غزة.
كل الضغوط على غزة وأهلها من أجل تهجيرهم باء بالفشل، فصمود أهل غزة أصبح الآن عنوان هذه المرحلة، بينما العالم انقسم إلى قسمين؛ قسم مؤيد لفلسطين مثل الصين وروسيا وغيرهما، وترفض عمليات القتل بهذا الشكل الممنهج لشعب أعزل، وتطالب العدو بتحييد المدنيين في هذا النزاع، ودول غربية وأوروبية تدعم هذا العدوان بكل طاقاتها، والحجيج الأوروبي الغربي كان واضحاً في زياراتهم الأخيرة على هذا الكيان لم يكن سراً.
الكيان الإسرائيلي يضغط بكامل قوته العسكرية على غزة، تمهيداً لهجومه البري المحتمل، يرى مراقبون أن الهجوم البري سيكون مفيداً جداً من أجل إيقاف الغارات الجوية على المدنيين، لكن حالة التخبط التي بها هذا العدو، واستراتيجية الدخول البري الفاشلة قبل القيام بها، يجعله ينكل بالمدنين، ولم يستثنِ البشر والحجر والشجر بهذه الهمجية التي لاقت رفضاً دولياً من قبل أحرار العالم.
بالرجوع إلى القرن الماضي، ومقارنة ما يحدث على أرض فلسطين هذه الأيام، نجد أن معظم دول العالم في آخر فترة من تحرير بلادهم التي كانت محتلة، دفعوا آلاف الشهداء من أجل التحرير، وفي نهاية المطاف كان التحرير هو سيد الموقف، وهذا الأمر ليس محصوراً على دول بعينها، بل على دول العالم التي عانت من الاحتلال، سواء كانت غربية أو عربية أو أوروبية وغيرها.
عمليات المجازر الدائرة في فلسطين، وتحديداً على غزة، هدفها تهجير أهل غزة من أراضيهم، وهذا كان واضحاً من خلال تهجيرهم داخل غزة من الشمال إلى الجنوب، وهذا قوبل برفض عربي واضح، ومن جهة أخرى إصرار الأردن على وقف هذا العدوان كان صريحاً، فللأردن دور مهم في تهدئة الأوضاع، لما تحمله من أوراق ضغط على هذا الكيان، والأردن يرفض التهجير وما يسمى بالنكبة الجديدة.