«الجزيرة» - المحليات:
برعاية صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، كرّم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، يوم أمس في مدينة الرياض، الفائزين من الأفراد والمؤسسات في الفروع الأربعة لجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثانية؛ وذلك في الحفل الختامي للجائزة الذي شهد حضورًا واسعًا من المؤسسات والشخصيات اللغوية والثقافية الاعتبارية من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
وأكد الأمين العام المكلف لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الأستاذ الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي في كلمته الرئيسة، أن الجائزة تُعد جزءًا من سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، وتندرج ضِمن أهدافه الإستراتيجية المنبثقة من رؤية السعودية 2030؛ وهي تُجسِّد اهتمامه بتعزيز الهوية، وبعث الأصالة، وإثراء الإنسان في جوانب شخصيته ومهاراته، وحفظ الهوية اللغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتأكيد جهوده في تعزيز صدارة لغة الضاد بين لغات العالم، مشيرًا إلى أن «الاحتفاء بتكريم الفائزين بالجائزة التي تحمل اسمًا عزيزًا غاليًا علينا جميعًا يعدّ تثمينًا وتقديرًا لجهود مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في خدمة الثقافة العربية، وحرصهما الدائم على تقديم الدعم الكامل لكل ما يصون لغتنا العربية ويحافظ على سلامتها».
وثمّن الدكتور الوشمي الدعم غير المحدود للجائزة من صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء المجمع؛ موضحًا أن الاحتفاء بكوكبة جديدة من الفائزين يأتي تقديرًا لجهودهم وإسهامهم في خدمة اللُّغة العربية وإثرائها إنتاجًا وإبداعًا وحماية، وتشجيعًا للآخرين ليستمروا على هذا النهج؛ على نحوٍ سيكون له أبلغ الأثر في بعث روح التنافس الشريف بين المُهتمين والمُختصين. وأضاف: «حظيت الدورة الثانية بإقبال مشهود، وتميزت بمُشاركات واسعة؛ إذ استقبلت أكثر من 200 مُشاركة من المُهتمين والمُختصين باللُّغة العربية ومجالاتها المُختلفة، وبلغ مجموع مُشاركات الأفراد 141 مشاركة مقابل 139 مشاركة من المؤسسات؛ وهو الأمر الذي يُجسِّد أهمية الجائزة وما تجده من اهتمام ومُتابعة وتفاعل كبير على المستويين المحلي والدولي».
وتخلل برنامج الحفل الختامي فقرة عن «اللغة العربية في عيون الشعراء»، ومقطع مرئي يُلخص مراحل الجائزة وأبرز إحصائيات المترشحين فيها. ثم اختتمت المناسبة بأخذ صورة تذكارية للفائزين مع سعادة الأمين العام.
وتتضمن الجائزة أربعة فروع: تعليم اللغة العربية وتعلمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللغوية. وتهدف جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية - فضلًا عن تكريم المتميزين في خدمة اللغة العربية وتقدير جهودهم - إلى لفت الأنظار إلى عِظَم المهمة التي يضطلع بها الفائزون بالجائزة في حفظ الهوية اللغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتعميق الولاء لها، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، وتكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة.
وأمّا تكريم الفائزين فقد مُنحت جائزة المجمع في «فرع تعليم اللغة العربية وتعلمها» عن فئة الأفراد للأستاذ الدكتور محمود أحمد إبراهيم السيد، وعن فئة المؤسسات لمعهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة أم القرى. وفي «فرع حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة» منحت الجائزة للأستاذة الدكتورة منى طلعت عبد الجواد دياب عن فئة الأفراد، ولمعهد قطر لبحوث الحوسبة عن فئة المؤسسات. وفي «فرع أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية» منحت الجائزة للأستاذ الدكتور أحمد علي محمد المتوكل عن فئة الأفراد، ولجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن فئة المؤسسات. وفي «فرع نشر الوعي اللغوي وإبداع مبادرات مجتمعية لغوية» منحت الجائزة عن فئة الأفراد للأستاذ الدكتور سليمان بن عبد العزيز العيوني، وعن فئة المؤسسات لمجمع اللغة العربية في الأردن.
وكان المترشحون لنيل الجائزة قد مرّوا بثلاث دورات تحكيميَّة متتالية، أشرفت عليها لجان مستقلة مكونة من ثمانيةَ عشرَ محكِّمًا من ست دول مختلفة، عملوا على تحكيم الأعمال المترشحة وفق معايير محددة تتضمن مؤشرات تقيس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشمولية وسعة الانتشار، والفاعليَّة والأثر المتحقق. وبلغ مجموع قيمة الجوائز المخصصة للأفراد والمؤسسات أكثر من مليون وستمئة ألف ريال (1.600.000).
يذكر في هذا السياق أن جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تؤكد دور المملكة الإستراتيجي في دعم جميع القضايا المتعلقة باللغة العربية، وتعزيز رسالة المجمع في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقًا وكتابة، وتعزيز مكانتها عالميًّا، ورفع مستوى الوعي بها، فضلًا عن اكتشاف الجديد من الأبحاث والأعمال والمبادرات في مجالات اللغة العربية خدمةً للمحتوى المعرفي العالمي.