منذ ما يقارب الخمسة عقود، بدأت أعمال سعود القحطاني تزين ثانوية أبها الأولى بأول معرض شخصي يقام له عام 1395هـ، لتكون انطلاقته الاحترافية الأولى كفنان تشكيلي، وليبدأ كرافد من روافد الحركة التشكيلية السعودية، وليرافق من سبقه من كبار فناني المملكة، ثم يقيم معرضه الثاني والثالث بعام 1396هـ.
التحق بمعهد التربية الفنية، وتخرج فيه عام 1397هـ، ثم أقام معرضه الشخصي الرابع مع الفنانة الأمريكية بيهام في فندق الإنتركونتيننتال في مدينة الرياض بنفس العام، وأقيم معرضه الخامس ليكون أول معرض تشجيعي تقيمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمنطقة الجنوبية بالمكتبة العامة بأبها عام 1398هـ، وأقام بعد ذلك العديد من المعارض الشخصية والثنائية والجماعية في عدد من مدن المملكة، منها مع الفنان الراحل عبدالحليم رضوي، ومنها مع الفنان عبدالله الشلتي، والفنان مفرح عسيري، وأقام ورشة عمل مع الفنان الراحل محمد السليم، والفنان الراحل سعد العبيّد، والفنان عبدالله الشلتي، والفنان مفرح عسيري عام 1410هـ بدلغان.
يعتبر الفنان التشكيلي سعود القحطاني من أوائل فناني المملكة في المنطقة الجنوبية، وتأثر جداً ببيئة المنطقة وطبيعتها، لتتميز أعماله بتشبع لوني، ومزيج مبهر من الألوان، وعمل بأساليب عديدة ومتنوعة، بداية من الواقعية إلى السريالية والتجريدية وغيرها من المدارس التشكيلية، إلى أن وصل لأسلوبه الخاص وتقنياته الإبداعية التي تمكن من خلالها إنتاج أعمال فنية تاريخية تضاف لتاريخ الفن التشكيلي السعودي، وتكون علامة فارقة بزمن مبكر لنشأة الفن التشكيلي في المملكة، استطاع من خلاله أن يبدع في الفنون المعاصرة بجرأة متميزة، ضاهت الأعمال الفنية العالمية المنتشرة في متاحف الغرب والشرق.
افتتح سعود القحطاني مرسماً خاصاً للهواة لممارسة الفن التشكيلي وتشجيع الفنانين في منطقة عسير عام 1399هـ، وكان مع عبدالله الشلتي، ومفرح عسيري من أوائل الفنانين الذين مثلوا ورسموا في مرسم نادي الوديعة التابع للرئاسة العامة لرعاية الشباب الذي افتتح عام 1401هـ.
وفي تأسيس قرية المفتاحة عام 1410هـ، كان مرسم الفنان التشكيلي سعود القحطاني هو مرسم رقم (1)، ورسم بمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة (أمير منطقة عسير آنذاك)، عملاً تشكيلياً في مرسمه بقرية المفتاحة، يحمل توقيع الأمير خالد الفيصل، وتوقيع الفنان سعود القحطاني، وهذا العمل معروض في المعرض المقام في آرت فيجن.
تضمن المعرض مجموعة ضخمة من أعمال القحطاني، استعرض فيها مسيرته الفنية منذ بداياته، ليكون تاريخ أقدم لوحة معروضة عام 1393هـ، مروراً بأعمال أخرى شهدت تطور مسيرته وخبرته الفنية، مروراً بخمسة عقود حافلة بإنتاج فني مُثرٍ لقامة من قامات الفن التشكيلي في المملكة.
يقول الفنان التشكيلي محمد فارع (آرت فيجن): يأتي الفنان سعود القحطاني وبجعبته تجربة فنية رائدة، خاضها خلال خمس وخمسين سنة مضت، والذي أبحر في عالم الفن، وأتى لنا بالدر والنفيس، وارتقى إلى الألق، وعمل وأخلص، وقد مر بتجارب كثيرة، فأخذ منها أسرارها، وأعطى ثمارها، فكان كشجرة (تآلق) الشجرة العملاقة المعمرة التي تنمو جنوباً يستظل بها المسافر ويهنى بها المجاور، شجرة عظيمة الساق، عالية الفروع، ممتدة الأغصان والارتفاع، استظل بها الفنان وخطط ورسم تحتها خضرة الأرض وزرقة السماء وصفاء الرؤية، وصلابة المنظر، وغيمةً بيضاء، وانكسار شعاع وراعٍ يغدو، أخذ منها الامتداد عبر الأزمنة وعمق الجذور الراسخة بالمكان والهوية المنفردة بزخارفها ودلالاتها وعناصرها التي سطرها بأعماله الفنية المؤصلة، لتكون محاكية لما يشهده عياناً ويستنبط فكراً وإبداعاً.
**
- إعداد: عبدالله عبدالرحمن الخفاجي
إكس (تويتر): AL_KHAFAJII