إيمان حمود الشمري
منذ أن أن وَعَيْنَا هذه الحياة كانت ولازالت القضية الفلسطينية من أولويات اهتمام المملكة العربية السعودية، والقضية الأكثر بحثاً وتداولاً من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، ولم تنسَ المملكة قط واجبها تجاه القضية الفلسطينية على اعتبار أنها من أهم القضايا العربية، إذ تعاقب ملوك المملكة العربية السعودية على دعم القضية بكلمات ومواقف سجلها التاريخ وحفظت بأرشيف لا تخونه ذاكرة العربي الشريف، ولايمكن أن يتجاهلها أو ينكرها أحدٌ، فحرص المملكة على دعم القضية نابع من مبدأ التعاون والتكاتف والتلاحم، وأن ما يؤلم فلسطين يؤلم المملكة.
منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز غفر الله له، وموقف السعودية واضحٌ في القضية الفلسطينية، ففي عام 1945 تم رفض التوطين في الأراضي الفلسطينية، وفي السبعينيات استخدمت المملكة سلاح قطع النفط، وفي عام 1997 عارضت السعودية قرار الكونغرس، على اعتبار مدينة القدس عاصمة إسرائيل.. بين الاحتدام والسلام، والشدة والإرخاء، كان ولازال موقف المملكة داعماً ومؤيداً ومسانداً للجانب الفلسطيني.
منذ أن وعينا والريال السعودي يدور في أروقة المدارس باحثاً عن طريق إلى فلسطين، وحتى هذا اليوم والمملكة تدعم، تُشبِع وتُطعِم، وتعتبر من أكثر الدول التي قدمت الدعم المادي، إذ دعمت اللاجئين في المخيمات، وبنت المدارس والمستشفيات، وفي كل مدينة من مدن فلسطين يوجد لها بصمة، كما افتتحت أكبر مركز صحي في قطاع غزة يعتبر المركز التاسع من أصل 21 مركزاً، ومولته بالكامل في ظل تآكل النظام الصحي ليصبح العلاج والدواء مجانياً وفي متناول الجميع، وتعتبر المملكة شريكاً مهماً وملتزماً لوكالة الأنروا بسعيها الدائم للمساهمة بالمحافظة على مساعدة وحفظ كرامة اللاجىء الفلسطيني، واستمراراً لمسيرة العطاء، أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، حملة شعبية عبر منصة ساهم التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وصلت إلى 250 مليون ريال وقد تتخطى الربع مليار حتى تاريخ نشر هذا المقال.
فإذا سألك أحدهم ماذا قدمت المملكة للقضية الفلسطينية؟ قل له: وماذا لم تقدم؟
فالبعض يتأثر بالكلام والمظاهرات والشعارات الفارغة ولا يلتفت للأفعال..
حفظ الله مملكة العز والخير والإنسانية والرخاء وجعلها دوماً راية خضراء خفاقة بالعطاء.