فضل بن سعد البوعينين
استعرت عنوان المقال من الزملاء في مركز التواصل الحكومي الذي أبدع في رصد إنجازات المملكة في شهر أكتوبر الماضي، وهو إبداع مستدام في تقديم المحتوى الثري الذي يعكس الصورة الجميلة للمملكة في جميع القطاعات.
إنجازات متتالية تحققها المملكة، ربما أعتاد عليها كثير من المواطنين، دون التمعن في قيمتها ومضامينها، والجهد الحكومي الكبير الذي ساهم في تحقيقها، بدءاً من القيادة ورؤيتها الإستراتيجية المباركة وتحفيزها ومتابعتها الدقيقة للإنجازات، مروراً بالمجالس واللجان المتخصصة، والوزارات والهيئات ذات العلاقة، وانتهاء بفرق العمل المعنية بالتنفيذ وتحويل الرؤى والبرامج إلى مخرجات نوعية ساهمت في تقدم المملكة في مؤشرات القياس العالمية، وتميزها و مواطنيها في المحافل الدولية.ِ
معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري، عَلَّق على رصد مركز التواصل الحكومي على منصة (X) بقوله: « شهر واحد يعادل أعوام: قمم ومؤتمرات كبرى، توافد رؤساء وقادة وزعماء، انطلاق مبادرات ومشروعات. وطن لا يهدأ ولا يعرف إلا المنجزات طرقا وطريقة». وهذه هي الحقيقة، فالمنجزات المتحققة خلال فترة زمنية قصيرة، توازي في قيمتها وحجمها ما يتم إنجازه في سنوات. فالأسبوعان الماضيان باتا قاعدة لتطور مؤشرات القياس وثراء الإنجازات واستدامتها. فمنذ إطلاق رؤية السعودية 2030 والوطن لا يهدأ ولا يتوقف عن منافسة نفسه في تحقيق المنجزات شهر بعد آخر، وعام بعد عام. تحولت المملكة إلى ورشة عمل كبرى بمشروعات عملاقة، ومتنوعة، وقبلة للمستثمرين الباحثين عن الفرص الاستثمارية والشراكات الإستراتيجية، ومركز للمؤتمرات الدولية، ووجهة لزعماء العالم للمشاركة في قمم مختلفة، محورها الرئيس الاقتصاد والتنمية والأمن والسلام والشراكات الدولية المثمرة.
انشغلت الحكومة في تنفيذ برامجها المرتبطة بمستهدفات الرؤية، بمعزل عن المتغيرات الدولية والداخلية، فالجميع منهمك بأهدافه الوطنية الخاصة، وتنفيذ المشروعات الموكلة لهم وفق الجدول الزمني المحدد. استدامة تنفيذ البرامج أمر مهم، فلا يمكن أن تتوقف المشروعات والبرامج والخطط المستقبلية لأسباب طارئة، أو أحداث إقليمية، بل تمضي سفينة التنمية مبحرة، وتتولى القيادة الحكيمة شؤون الداخل والخارج، والتعامل الحذق مع التحديات المختلفة ومنها التحديات الجيوسياسية.
تحولت الرياض خلال الأسبوعين الماضيين إلى عاصمة المؤتمرات الدولية، ومنها مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية، المنتدى الدولي للأمن السيبراني، وملتقى الصحة العالمي الذي نجح في توقيع 138 اتفاقية باستثمارات تقارب 13.3 مليار ريال، ومؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي حضره ما يقرب من 6 آلاف مشارك من أكثر من 90 دولة ونجح في توقيع عقود استثمارية بقيمة 17.9 مليار دولار.
رغم التحديات الجيوسياسية والمخاطر الإقليمية والعالمية المرتفعة، جاء المستثمرون ورؤساء الشركات والمهتمون إلى المملكة مؤمنين برؤيتها، واثقين بقيادتها وأمنها وإستقرارها، وجهودها الإصلاحية التي تعتمد التنمية قاعدتة لها.
«وطن لا يهدأ ولا يعرف إلا المنجزات طرقاً وطريقة» يمضي وفق رؤية مباركة وقيادة حكيمة، تعمل على جميع المحاور التنموية، بمعزل عن التحديات الإقليمية والدولية، فلا مجال لإبطاء الحركة أو التراجع عن المشروع النهضوي الذي يقوده سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. تركيز القيادة على استدامة التنمية وبرامج الرؤية، وفق زمنها المحدد، لم يمنعها من ممارسة دورها السياسي الفاعل عالميا، وبذل الجهود لتحقيق الأمن والسلم الدولي، من خلال القمم التي تحتضنها المملكة، أو تدعوا لها، نصرة للأشقاء، وإحلالاً للسلام، ووقف النزاعات الإقليمية، والمساهمة الفاعلة في برامج الإغاثة الإنسانية.
يمضي سمو ولي العهد في رسم مستقبل المملكة، على المدى البعيد، ويطلق مشروعات تنموية، وبرامج إستراتيجية، ويعزِّز مكانة المملكة العالمية في استضافتها للأنشطة المختلفة، والمنافسات الرياضية ومنها إطلاق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، وتقدم المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 وغيرها من المنافسات والأنشطة العالمية التي ستحول المملكة إلى وجهة سياحية نوعية، وحاضنة لأهم المنافسات العالمية.
ديمومة العمل على جميع الأصعدة، السياسية، الاقتصادية، الأمنية، المجتمعية والتنموية، دون الاضطرار للتوقف القسري بسبب الأزمات الإقليمية الطارئة، فلسفة عمل تستهدف تحقيق الأهداف الإستراتيجية في فترة زمنية قصيرة، وتعويض الوطن عقود من التداخل الإقليمي المؤثر سلبا على التنمية. لن تتوقف الحركة من أجل الآخرين، فالسعودية أولاً، وقطار التنمية والرؤية النهضوية يمضي دون توقف، مهما كانت الأسباب، وحتى تحقيق جميع الأهداف الإستراتيجية في رؤية 2030 ثم 2040، بإذن الله، ومن أراد الانضمام له فالمملكة أكبر الداعمين، ومن أراد الصراعات والفوضى والمغامرات غير المحسوبة فذاك خياره الذي لم تشارك المملكة فيه.