أحمد المغلوث
رغم مرور شهر على «طوفان الأقصى» وتنفيذ الاحتلال الإسرائيلي ردة فعل وحشية وانتقامية على «غزة» والتي باتت منكوبة نكبة لا مثيل لها في التاريخ، فمنذ اليوم السابع من الشهر الماضي وما زال مسلسل الانتقام مستمراً دون الإصغاء للمطالبات الدولية من مختلف دول العالم. وما زالت تداعيات هذا الانتقام يشكل إعداماً جماعياً للمواطنين والمقيمين في قطاع غزة على حد سواء، وما زالت الصور والمشاهد الدموية تتوالى بصورة تثير حزنًا وحتى تنديداً بل مع بكاء الملايين من الذين شاهدوها أكانوا عرباً أو مسلمين أو حتى اليهود البعيدن عن «الصهيونية» المفرطة في كراهيتها للعرب هذا الانتقام الذي بات مستمراً رغم إثارته قلقاً واسعاً بين النخبة السياسية الحاكمة في مختلف دول العالم والتي على ما يبدو أنها لم تندد ويعلق مندوبيها في الأمم المتحدة على استحياء بما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي ضمن مسلسه الدامي والمفجع الذي أثار ومنذ اليوم الأول لردة فعله المخيفة والمدمرة استياء الملايين من طريقة وأسلوب «الانتقام « المدمر خاصة بعدما شاهدوا الصواريخ والقنابل تتساقط كزخات المطر على أبراج وبيوت «غزة» لتدمرها وتسحقها وتساويها بالأرض مع كل من فيها من سكان. فإذا علمنا أن كل بيوت غزة ولمحدودية مساحتها فهي تتكون من آلاف البيوت المتعددة الأدوار وآلاف من الأبراج السكنية التي تضم عدداً كبيراً من الأسر والعائلات وبالتالي كانوا ضحايا لهذا التدمير والوحشية في الانتقام، وأمام كل من شاهد مباشرة كيف انهارت هذه الأبراج وتلك البيوت على رؤوس ساكنيها وأمام عينك يا تاجر. لقد أدانت منظمة التعاون الإسلامي وكذلك رابطة العالم الإسلامي والجامعة العربية والعديد من الدول الإسلامية والغربية وبأشد العبارات المجزرة المروعة التي ما زال ييرتكبها يوميًا الاحتلال الإسرائيلي بقصفه البيوت والمستشفيات والمدارس وحتى سيارات الإسعاف. ولقد بذلت المملكة ومنذ اليوم الأول جهودًا حثيثة لوقف ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من مسلسل «الانتقام» الوحشي وطالبت باستمرار من خلال الأمم المتحدة أو عبر اللقاءات التي قام بها وزير الخارحية سمو الأمير فيصل بن فرحان لبعض الدول وكذلك زيارة وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان إلى أمريكا، وليس هذا حسب فلقد بدأت المملكة وبتوجيه من القيادة الرشيدة وكعادتها دائمًا في إطلاق حملة للتبرات للأشقاء في غزة. وقد بدأت منصة «ساه» التابعة لمركز الأمير سلمان للإغاثة وكذلك من خلال تطبيق «ساهم» أو من خلال الحساب البنكي المخصص للحملة.. هكذا هي المملكة حكومة وشعبًا دائمًا تقف وراء الأشقاء وغيرهم.. وكل يوم بل كل ساعة تواصل قيادتنا الحكيمة اتصالاتها ونشاطاتها المختلفة الدبلوماسية الهادفة إلى ضرورة وقف وحشية «الاحتلال» اليومية في غزة. وحتى كتابة هذه السطور وما زال الاحتلال يمطر غزة بالقنابل المختلفة ومنها القنابل الفسفورية المحرمة دولياً. ويستمر مسلسل القصف على غزة وكذلك جنوب لبنان ليؤكد للعالم تنامي الكراهية لدى قادة الاحتلال الذي لا يصغي لنداءات وصراخ شعوب العديد من دول العالم التي خرجت في مظاهرات حاشدة كاشفة بالصور ضحايا الاحتلال من الكبار والأطفال وهم يناشدونه بالتوقف عن هذه الوحشية وما تسببته من سقوط أكثر من 9448 شهيداً فلسطينياً في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي. وماذا بعد في الوقت الذي تشير فيه دول كبرى في موقف غريب وعجيب حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، كانت محكمة العدل الدولية قد أكدت في حكم سابق أنه لا يحق لإسرائيل ممارسة ذلك كونها دولة احتلال. ولكن لا أحد يأخذ بهذا الحكم أبداً..