«الجزيرة» - عبير الزهراني:
أكد اقتصاديون أن فوز المملكة بإقامة كأس العالم في 2034 على أراضيها له عدة فوائد اقتصادية وإعلامية وسياحية وثقافية وتكمن الفائدة الكبيرة في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة إلى المملكة، والتنمية الاقتصادية في المجال الرياضي.
وقال الكاتب الدكتور عبدالوهاب بن سعيد القحطاني أستاذ الإدارة الاستراتيجية وتنمية الموارد البشرية في كلية الأعمال بجامعة الملك فهد البترول والمعادن: لقد فازت المملكة بإقامة كأس العالم في 2034 على أراضيها بعد منافسة شديدة مع عدد من الدول بعضها ذات خبرة في هذا الحدث التاريخي العالمي.
بالطبع المملكة مجهزة بملاعب حديثة وإمكانات مالية قوية وتطور مشهود له في مجال الرياضة وإقامة المحافل والمناسبات العالمية.
كأس العالم 2034 هي البطولة الخامسة والعشرين من كأس العالم التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم، وستُقام في المملكة العربية السعودية حسب جدول وفترة زمنية ستحدد لاحقاً.
وتعد هذه البطولة الثالثة التي ستشهد مشاركة ثمانية وأربعين (48) فريقاً بدلاً من اثنين وثلاثين (32) فريقاً في البطولة التي أُقيمت عام 2022 في دولة قطر الشقيقة، حيث قرر مجلس الفيفا بالإجماع في 10 يناير 2017 في زيورخ رفع عدد المنتخبات المشاركة في هذه البطولة إلى 48 منتخباً، موزعين على 16 مجموعة، يتأهل بطل كل مجموعة ووصيفها فقط (وعددهم الإجمالي 32 منتخباً) إلى مرحلة خروج المغلوب من التصفيات.
تهدف قيادة المملكة من استضافة كأس العالم في 2034م إلى المشاركة العالمية في مجال الرياضة ووضع المملكة على الخارطة العالمية كدولة تهتم بجودة الحياة والتطور الحضاري والإنساني. كما تهدف إلى تعزيز وترسيخ مكانتها في الساحة الرياضية على مستوى العالم.
سيكون لكأس العالم الذي سيقام في المملكة عدة فوائد اقتصادية وإعلامية وسياحية وثقافية. تشمل هذه الفرص تعريف العالم بالمملكة ثقافة ودولة وشعباً، وجذب السياح إلى المملكة بما يعود على الحكومة بالعائد الضريبي والمؤسسات بفوائد مالية من خلال قطاعات كثيرة مثل النقل والامداد والمطاعم والفنادق للإيواء والهدايا. تكمن الفائدة الكبيرة في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة إلى المملكة، والتنمية الاقتصادية في المجال الرياضي.
باختصار أهم الفوائد للمملكة هي جذب ملايين الاستثمارات والسياح وتعزيز القطاع الرياضي وتشغيل القطاع الخدماتي. وستمثل استضافة السعودية كأس العالم في عام 2034 ذروة برنامج التحول للمملكة. وستكون فرصة عظيمة لعرض مجموعة من المشاريع الضخمة المرتبطة برؤية 2030. ومنها مشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر الذي يعد وجهة سياحية راقية، ومشروع القدية (وهو مدينة ترفيهية تضم حدائق ترفيهية ورياضات وغيرها من عوامل الجذب)، ومشروع الدرعية في منطقة جذب سياحي ثقافي تضم أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. وستحصّل المملكة على مكاسب تتعلق بالصورة والسمعة والقوة الناعمة والعلامة التجارية الوطنية.
وسيحصل المطار الدولي الرئيس الجديد في الرياض على نصيبه من اللاعبين والمشجعين والمهتمين بالحدث القادمين من مختلف دول العالم، وستحصل شركة طيران الرياض على نصيب الأسد من هذا الحدث. كما ستحتل السعودية مرتبة عضو موثوق في المجتمع العالمي بما فيه الرياضة العالمية.
والجدير بالذكر أن المملكة شقت طريقها إلى قمة لعبة الغولف الاحترافية بعد إقناعها لاتحاد لاعبي الغولف المحترفين (بي جي ايه) الأمريكي والجولات الأوروبية المرموقة بالاندماج مع شركة (ليف غولف) الناشئة. يعد الانخراط في الرياضة بشكل مكثف، كما فعلت المملكة الطموحة مع كرة القدم والغولف مؤخراً والرياضات الإلكترونية والألعاب وسيلة للوصول إلى جمهور كبير في جميع أنحاء العالم لرواية قصة السعودية المتطورة.
الخلاصة: المملكة مقبلة على المزيد من التطور في مجال الرياضة لتتصدر العالم فيها وتكون صاحبة قرار استراتيجي عالمي. وستقبل شركات محلية وعالمية للاستثمار في مجال الرياضة والمنتجات الرياضية.
وقال الكاتب الاقتصادي صالح بن حنيتم الغامدي: تنظيم بطولة كأس العالم أمنية لمعظم الدول لما تجنيه الدول المنظمة من مكاسب، وعندما تقدمت بلادنا لطلب الاستظافة بحمد الله تم اختيار. السعودية لتنظيم كأس العالم رغم وجود منافسين، وعليه بدأت مرحلة الاستعداد منذ لحظة الإعلان على الرغم من وجود فترة زمنية تبدو كافية فأمامنا عشر ستوات للاستعداد لهذا الحدث العالمي، وستشهد المملكة خلال السنوات العشر القادمة البدء في إنجاز العديد من المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية من طرق وملاعب وفنادق والمطاعم والمقاهي. وغيرها وستخلق هذه المشاريع انتعاشا في القطاع الاقتصادي والسياحي وستخلق فرصا وظيفية سواء مباشرة أو غير مباشرة.
فالمكاسب في احتضان هذا المونديال العالمي متعددة منها المادي من خلال العوائد الاقتصادية والمعنوي الذي من خلاله سيتعرف العالم على ثقافة الشعب السعودي عاداته سلوكياته عن قرب وزيارة الاماكن السياحية بمختلف مناطق المملكة ومن هنا من خلال مشاركتي في هذا التقرير، همسة في أذن كل شاب أن نعكس للعالم الصورة الإيجابية طيلة فترة المونديال وخاصة سلوكياتنا أثناء القيادة فكما نجح اخواننا القطريون في إخراج أفضل بطولة كأس عالم بإذن الله سنواصل طريق النجاح لتصبح دول الخلبج علامة بارزة في تاريخ جودة بطولات كأس العالم من خلال النسخة السعودية بعد القطرية.