م. بدر بن ناصر الحمدان
أكتب هذا المنشور بصفتي أحد سفراء «ميثاق الملك سلمان العمراني» الذي قدمته هيئة العمارة وفنون التصميم وبات يُعبّر عن تجربة استثنائية قدمتها العمارة السلمانية بأسلوب فريد استطاع إعادة إنتاج الهوية العمرانية السعودية ومكوناتها الإنسانية وتقديمها بأسلوب عصري تفاعلي وتنافسي مع المدارس العالمية ذات الخبرة العريقة في العمران، من خلال خلق إيقاع مكاني خاص ولافت للانتباه.
القيم الرئيسة التي تعتمد عليها فلسفة الميثاق والتي تتمثل في (الأصالة، الاستمرارية، محورية الإنسان، ملاءمة العيش، الابتكار، الاستدامة) بُنيت بشكل تراكمي عبر عقود من الزمن لرحلة تطوير العاصمة الرياض بدأت منذ عام 1955م وحتى اليوم نتيجة إلى إدارة عمرانية «مُنتجة» أسس ركائزها الملك سلمان بن عبدالعزيز وظهرت على هيئة مبادرات وبرامج ومشاريع وأنظمة عمران كانت وراء تحوّل الرياض إلى مركز حضري باذخ عمرانياً.
يقول عنها الأمير عبدالعزيز بن عياف - أمين الرياض السابق - إنها «تأثير رجل على مدينة» في كل نواحي العيش التي تتجاوز المفهوم العمراني المبني، وهذا يدفع بنا حقيقة إلى النظر لهذا الميثاق على أنه «فن إدارة مكان» مكّن من تأصيل أبعاد الإدارة المحلية في تحسين أسلوب حياة الناس داخل المدن من خلال «قوّة التأثير» في صناعة وتوجيه واتخاذ القرار.
أعتقد أن أجهزة الإدارة المحلية خاصة إمارات المناطق والأمانات وهيئات التطوير لديها فرصة كبيرة لتوظيف قيم ميثاق الملك سلمان العمراني «عملياً» في فلسفة تخطيط وإدارة التنمية المكانية، كما أن الفرصة سانحة لطلاب وطالبات الجامعات والأساتذة والمختصين لتوجيه مشاريعهم وأبحاثهم لتناول قيم «الإدارة السلمانية» للأماكن التي يعيش فيها الناس، أنا متأكد أننا سنكون امام مُنتج معرفي فريد يمكن أن يساعد في التوصل إلى أبعاد لم يكشف عنها بعد.
(يتبع)