د.شامان حامد
مترو غزة «المدينة الأرضية»، تُسمّيها إسرائيل «مترو حماس»، كونها شبكة عنكبوتية، تحتوى على متاهة كُبرى، ضللت التقنيات الغربية الأمريكية، فأحرقت إسرائيل بوابل من الأنفاق، ألغت أغلى المزايا التكنولوجية لجيش إسرائيل الفتاة المُدلة للماسونيين الغربيين، وهي أنفاق لا تُعد ولا تُحصى تحت أرض الله في غزة المُحاصرة منذ أعوام، لتستعين بممرات لتهريب ونقل الأشخاص والبضائع؛ وتخزين الصواريخ ومخابئ الذخيرة؛ ويضم مراكز القيادة والسيطرة التابعة لحماس، ويبلغ طولها عدة كيلومترات تحت الأرض، حتى 70م وعرضه ما بين 6 و14كم، تحت الأرض، وهي بعيدة عن أعين طائرات الجيش الإسرائيلي وطائرات الاستطلاع بدون طيار، بل ولها وظيفة أخرى هي شن الهجمات على حين غرة كـ(الجان) على شياطين الاحتلال، الذين يُطلقون عليها اسم «مترو غزة»، تلك الأنفاق التي يتشدق الجيش الإسرائيلي بأنه قصف 320 هدفاً في غزة، شملت أنفاقاً و»العشرات من مراكز قيادة العمليات» التابعة لحماس و»الجهاد الإسلامي»، ولكن مهما أوتيت إسرائيل من دعم وحاملات طائرات، فهي ولا حلفاؤها أمام صبر الفلسطينيين ولا تلك الخيوط العنكبوتية، لأنهم سيقعون في رعب غامض عبر قتال «ثُلاثي الأبعاد»، في انتظار جيش مرتعد من الخوف والعار، حتى من خيالاتهم إذا ظهرت في وضح النهار، فما بالك من حرب تحت الأرض.. في القطاع الساحلي الفقير الذي تتملكه حماس، وأسقطت السراويل الأمريكية الغربية الإسرائيلية، في معرقة السابع من أكتوبر 2-23، بعملية طوفان الأقصى.. تلك المفاجأة المذهلة من حركات المقاومة الفلسطينية لهزيمة جيش إسرائيل الذين يقولون عنه إنه «أحد أقوى جيوش الشرق الأوسط»، والذي لا يُحارب إلا الأبرياء من المدنيين، فمهما كانت نتائج تلك الحرب الوحشية الدائرة حالياً، وما سوف ينتج عنها من دمار وتخريب وقتل وقطع رؤوس كثيرة، فلن يمحو عار ما حصل، بعد أن فشلت في توقع المعركة واقتحام المستوطنات الإسرائيلية وقتل المئات وأسر العشرات واحتلال بعض المواقع لأكثر من نصف يوم كامل.
إنها الماسونية ويهود العالم الذين تحدوا الإرادة الدولية وإعلان مواصلة توغلاتهم البرية في شمال قطاع غزة، وإقرار أغلب العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتصويت بالغالبية لصالح قرار يدعو إلى «هدنة إنسانية فورية» في غزة، ويرفض «بشكل قاطع أي محاولات ترمي إلى نقل السكان المدنيين الفلسطينيين قسراً»، في ظل مخاوف من «كارثة هائلة» تلحق بنحو 2.2 مليون فلسطيني.. ويتشدقون لأنهم ليسوا تحت القانون، وكأنهم آلهة الأرض، كما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، «الليلة الماضية اهتزت الأرض في غزة. هاجمنا فوق الأرض وتحت الأرض، وسنستمر حتى إشعار آخر».
إنه خرق لكل المواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية مع سياسة العدوان والاستيطان ضد شعب أعزل لا يمتلك إلا (حجراً) ويطالب بأبسط حقوقه فى العيش بسلام فى دولة مستقلة حدودها الرابع من يونيو 67.. ليصرخ معها الداخل الإسرائيلي عبر شعب مزلزل، وكتابات بني جنسهم بل وخطاباتهم التي تعكس الخوف والقلق وربما الرعب داخل المجتمع الإسرائيلي، وتخبطه المشتت، وإلا ما استنجدت بأمها الأمريكية الدموية، وقاداتها الدمويين ممن فعلوا ونكلوا بالعراق وسوريا، لينم على صور الفشل والهزيمة فى مواجهة حركات مسلحة غير نظامية جربت معها إسرائيل مراراً وتكراراً كافة أساليب الاعتداءات الوحشية المتكررة والقصف والهدم والتدمير، طوال أكثر من 30 عاماً وبقيت غزة صامدة، - كما قال الشاعر العربي الفلسطيني محمود درويش- لأنها تملك جدارة الحياة.