مها محمد الشريف
يشاهد العالم تطورات التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، وصعوبة وصول المنظمات الإنسانية والإغاثية لإيصال المساعدات العاجلة والضرورية لسكان القطاع، وعلى المجتمع الدولي مواصلة الجهود لأهمية دعم الحلول السياسية لإنهاء الأزمة وفقاً للقرارات الدولية.
وخلال هذه الفترة يتورط نتنياهو في «صدامات» مع الجيش ثم يعتذر ولكنه غير مقبول عند من يرونه «غير صالح للحكم ولإدارة الحرب» فهل حان وقت الزوال لإسرائيل لأنها سكنت أرض فلسطين ووجدت لها مستقراً؟.
في الحقيقة تواجه إسرائيل تغييرات اجتماعية داخلية، إلى جانب النمو السكاني والقوة الاقتصادية ّتصدعات ملحوظة في المجتمع الإسرائيلي أدت إلى الانقسامات وانحلال التضامن الوطني إلى تكثيف الفجوات الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء، والفجوات في الهوية بين اليهود الشرقيين (المزراحيين)، والأشكناز لاختلافات ثقافية بين اليهود على درجة ومعدل الاستيعاب داخل المجتمع الإسرائيلي، وأحياناً كانت الفجوة بين يهود أوروبا الشرقية والشرق الأوسط حادة للغاية.
ناهيك عن الانقسامات بين المهاجرين الأثيوبيين، والجماعات الدينية والعلمانية. ونتيجة ذلك عانى الخطاب السياسي الداخلي من تباعد الناس وجعلهم في عزلة، فالداخل معقد ومفكك كما قد تؤثر هذه الظواهر على قيم الجماعات الفرعية التي ينتمي إليها الأفراد للخدمة في «جيش الدفاع الإسرائيلي» وظهور التخاذل لاستعدادهم وانخراطهم في الخدمة العسكرية وتحمل العبء الوطني، ويتطلب ذلك حسب سياستهم تعزيز العقلية الوقائية الوطنية ومعالجة هذه التحديات معضلة كبيرة تواجه نتنياهو.
بناءً على ما تقدم، يبدو واضحاً وجلياً أن القوة العسكرية الإسرائيلية أمام الإعلام والرأي العام العالمي تظهر قوة ضاربة وهي في الحقيقة كبرت بالدعم اللا محدود من الغرب لكي تشكل عدواً شرساً للاستقرار في الوطن العربي وبقاؤها يهدد السلام في منطقة الشرق الأوسط ويهدد أيضاً مصالح العالم، والقضاء على قضية فلسطين، فكل شعوب العالم أظهرت رفضها وامتعاضها من قتلة النساء والأطفال وتدمير غزة تدميراً وحشياً.
بينما حكوماتها تؤازر إسرائيل في حربها. فالانتشار العسكري الأميركي في إسرائيل وشرق البحر المتوسط سيف ذو حدين، بعدما تعهدت واشنطن بمضاعفة الالتزام والولاء والدعم العسكري لإسرائيل، وتواجه الآن خطر الوقوع في ما يسمى «فخ الالتزام» من هنا ، نتساءل هل ينذر ذلك بتوسع الحرب أم بردعها؟ مضت أكثر من ثلاثة أسابيع على العدوان الغاشم على غزة، ووصل عدد القتلى من الفلسطينيين الأبرياء نحو أكثر من 8 آلاف قتيل وأكثر من 20 ألف جريح نصفهم من الأطفال والنساء، فمتى يتطور الضمير الغربي ويغلق سجل الفظائع الوحشية، ومتى ينتهي هذا العنف والخوف؟
متى تهدأ صرخات النساء وبكاء الأطفال؟، أسئلة يجب أن نطرحها على أنفسنا إلى أين ستصل إسرائيل بعد هذا الاجتياح ومتى ستوقف عدوانها والقصف والحصار والقتل والتهجير والتجويع وجرائم الحرب بأبشع صورها؟.
نحن أمام كارثة تتكرر كل فترة زمنية يعيد فيها التاريخ نفسه، «فما جرى في سنة 1948 كان بمثابة تمزيق وانقطاع بين الماضي والمستقبل في الحياة العربية، فمنذ تلك السنة هناك قوى تعمل لتكريس ذلك الانقطاع بمعنى ابتلاع الحاضر والماضي والمستقبل العربي لمصلحة إسرائيل» كما قال إدوارد سعيد.