محمد العبدالوهاب
كل ما نلوح بأيدينا مودعين، منافسة كروية قارية أو دورة ألعاب أولمبية من حيث استضافتها على الأراضي السعودية، إلا سرعان ما نستقبل أخرى لا تقل قوة وأهمية عن التي قبلها، والتي أزعم بأنها تعكس مدى ثقة دول العالم في قدرات ومكانة وطننا المعطاء، من حيث الأمن والأمان وامتلاكها مفاتيح حلول الاستقرار سواء على صعيد الساحة السياسية والاستثمارية أو حتى الثقافية والرياضية على حد سواء، والتطلع بالآمال والطموح بأنها ستكون (واجهة) الشعوب العالمية من حيث الكثافة السياحية. أقول: بالأمس القريب كان وطننا المضياف على موعد باستضافة بطولة عالمية، قيل عنها إنها: - رياضة العظماء - اجتمع من خلال منافساتها أعظم فرسان العالم في قفز الحواجز يمثّلون 14 دولة منهم السعودية على اعتبار أنها (أيقونة) الفخر والشهامة بتلك الرياضة التاريخية الأصيلة.
كان لبطلنا (السعودي) المتألق عبدالله شربتلي حضور مشرف كعادته، بعد أن ظفر بالمركزين الأول والثاني عبر(خيلين) مختلفين كل منهما بقفز مختلفا عن الآخر وبارتفاعين متباينين- بالمسار وبالمسافة - مضيفاً
رقماً جديداً يضاف إلى إنجازاته،
وامتداداً لما حققه من ميداليتين ذهبيتين نالهما في دورة الألعاب الآسيوية بالصين التي اختتمت مؤخراً في شهر أكتوبر 2023م، متوجاً بهذا كله انضمامه لقائمة أفضل 100 فارس في العالم في قفز الحواجز، وهو (بالمناسبة) اللاعب العربي الوحيد الذي يوجد اسمه ضمن القائمة، فقد كان مشهداً مشرِّفاً ونبادله أيضاً بمشاعر وطنية عبقة مصاحبةً له كبطل يسجل إنجازاً ذهبياً باسم الوطن.
* * *
مواجهة التقاط النقاط
شهدت الجولة الماضية من دوري روشن منافسة ثقيلة العيار من حيث النتائج وكسب النقاط بين مختلف فرق المسابقة، إذ واصل الهلال ابتعاده بالصدارة وبفارق 4 نقاط عن أقرب منافسيه، بعد فوزه المهم 3-1 بكلاسيكو الكبار أمام الأهلي، وسط مطاردة من النصر الذي كسب الفيحاء بنتيجة مماثلة، مستغلاً تعثر الاتحاد والتعاون اللذين ارتضيا بالتعادل مع الحزم والخليج، في المقابل كان لفريق الحزم حضور مميز ومغاير عن أدائه المتواضع السابق منذ انطلاقة الدوري، وأعلن عن انتفاضته في الجولتين الأخيرتين مسجلاً أول فوز له في الأولى، وبتعادل مثير في الثانية، ويبدو أن مدربه الجديد كارينيو قد وضع يده على الداء وأسعفه بالدواء، وبقي الرياض والرائد بمثابة السر المحير لعشاقهما! فالأول يكسب الفرق الصعبة - الوحدة وأبها والاتفاق - ويتعادل مع ضمك والشباب، ويخسر أمام من هم بمستواه الفني والترتيب وتقارب النقاط، بينما ظل رائد (التحدي) يبحث عن تحديه المتعارف عليه منذ زمن، بعد أن تنازل عنه من هم داخل بيته بتناسيهم وتجاهلهم بتاريخه مكتفين بمشاهدته (عن بعد) وهو يسلك الطرق المنحدرة المؤدية لدوري يلو!
أما الشباب الذي أتمنى ألا يُصاب - بالشيخوخة- لن أقول عنه مما أجاد به أحدهم في (تغريدة) مقدماً تساؤلاً برسم صندوق الاستثمارات المستحوذ على الفرق الأربعة الكبار: ماذا لو كان الشباب من ضمنهم؟ كإضافة لدورينا من حيث القوة والشهرة والسمعة العالمية؟
* * *
رونالدو.. ورفقاء دربه
ما أجمل الوفاء.. إنها خصلة خلاقة في الإنسان.. لا يتقنها وينتهجها سوى الانقياء ذوي الشيم والقيم والعطاء.. نماذج متباينة من السلوك والمسؤولية يقدمها نجوم الكرة العالمية في ملاعبنا السعودية، يقول رونالدو: يشرّفني جداً أني عشت 9 أشهر في السعودية، وأعتبر نفسي جزءًا من هذه الدولة النبيلة.
بينما يشير رفيق دربه بنزيما وهو مرتدياً لباس (الإحرام) في أطهر بقاع: أتمنى أن أكمل مشوار حياتي في هذه البلاد الطاهرة الداعية للسلام والمحبة والأمن والإسلام. بينما يؤكد ثالثهما في الإبداع والنجومية (مالكوم): عندما يكبر ابني سأخبره بأن السعودية رائعة.
.. أقول: بالتأكيد لم يصرحوا بهذا من باب الاسترزاق والاستعطاف بحالهم، فهم أغنياء نفساً ومادةً ومكانةً وشهرةً عالميةً وغير مجبرين على قول ذلك، وإنما الأهم من هذا كله القول: لماذا لا يتعلم (بعض) العرب منهم الوفاء لهذا الوطن المعطاء؟!
* * *
آخر المطاف
قالوا:
التفاؤل هو تلك النافذة الصغيرة التي مهما صغر حجمها.. فإنها تفتح آفاقًا واسعة للأمل في الحياة.