فضل بن سعد البوعينين
لا يمكن الفصل بين التنمية الاقتصادية التي تشهدها المملكة، وبين الاستقرار السياسي والأمني الذي تنعم به بفضل الله أولاً، ثم بجهود القيادة الحكيمة التي كرست الأمن والاستقرار الوطني، وسعت لدعم أمن واستقرار المنطقة، وبما يسهم في تنميتها وحماية مقدراتها، واستثمار ثرواتها في تنمية الإنسان والمكان.
نجحت المملكة في إستراتيجياتها التنموية بعد أن تمكنت من ترسيخ الأمن والاستقرار السياسي، الذي يعتبر أساس التطور والبناء وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية وبناء قطاعات الاقتصاد، وتمكنت من تحقيق التوازن الأمثل بين متطلبات التنمية والنمو والتطور الاقتصادي حتى في أحلك الظروف مستفيدة من مناخها الآمن الذي انعكس إيجابًا على التنمية الشاملة، وحَفَّز قطاعات الاقتصاد والنمو، وساهم في دعم إستراتيجية التحول وصناعة المستقبل من خلال رؤية السعودية 2030.
ولأهمية أمن واستقرار وتنمية المنطقة، وإنعكاس ذلك على الداخل، سعت القيادة في جميع تحركاتها الدبلوماسية لتحقيق تنمية واستقرار المنطقة، وإشراك دولها في رؤيتها المستقبلية، وفتح الأسواق أمام التدفقات الاستثمارية المعززة لتنمية الدول الشقيقة والصديقة، وتشكيل تحالفات إقليمية ودولية وشراكات نوعية في جميع المجالات السياسية، الأمنية، والاقتصادية محققة للمصالح المشتركة.
وبالرغم من الجهود الداعمة لعمليات السلام والتنمية التي تقودها المملكة، لا تخلو المنطقة من تحديات جيوسياسية تؤثر سلبًا على أمنها واستقرارها، وتتطلب التعامل معها بحذر من خلال رفع الجاهزية، وتنسيق الجهود، لضمان الحد من تداعياتها، على المستويين السياسي والأمن. جهود كبيرة تقوم بها المملكة على المستوى الدبلوماسي لنزع فتيل أزمات المنطقة، وحمايتها، والمساهمة في تحقيق استقرارها وتحقيق السلم والأمن الإقليمي والدولي. يقابل ذلك جهود أمنية مشتركة من جميع القطاعات الأمنية والعسكرية، لحماية البلاد والعباد، في الداخل وعلى الحدود البرية والبحرية.
سمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف زار المنطقة الشرقية، ورعى الحفل الختامي للتمرين التعبوي المشترك الخامس لقطاعات قوى الأمن الداخلي «وطن 93»، الذي شاركت فيه قوات الأمن الداخلي والقوات المساندة من وزارة الدفاع ووزارة الحرس الوطني ورئاسة الاستخبارات العامة، وألتقى بأهالي المنطقة وزار عدد من قطاعاتها الأمنية، وهي زيارة مهمة تسهم في رفع الجاهزية وتحفيز الجميع للعمل لما فيه أمن واستقرار الوطن، وسلامة مواطنيه. لم يكن مستغربًا تداول مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور من الحفل الختامي للتمرين التعبوي، حيث يشعر المواطنون بفخر كبير لما وصلت له قدرات القطاعات الأمنية والعسكرية، من كفاءة شاملة، وبما يعزز الثقة بقدراتها على تكريس الأمن وحماية المقدرات الاقتصادية، وبعث رسالة للعالم الخارجي بما تتمتع به المملكة من أمن واستقرار ما يجعلها الخيار الأول للمستثمرين في المنطقة، والحاضنة لاستثماراتهم، والوجهة المفضلة للسائحين. يؤكد ذلك حجم الصفقات الاستثمارية التي عقدت خلال مبادرة مستقبل الاستثمار التي احتضنتها الرياض الأسبوع الماضي والتي بلغت قرابة 17.9 مليار دولار. وهي إشارة واضحة لثقة المستثمرين بالسوق السعودية وما تتمتع به المملكة من أمن واستقرار.
سمو وزير الداخلية أشاد في تغريدة على منصة (X) بما وصلت إليه القطاعات الأمنية من كفاءة عالية، وقدرات بشرية وتقنية، وتنسيق تكاملي يسهم «في تعزيز منظومة الأمن، وتنفيذ مهامها باحترافية واقتدار، تحقيقًا لتطلعات القيادة، وحمايةً للوطن وأمنه، وحفاظاً على مقدراته ومكتسباته».
أمن الوطن، ليس مرتبطًا بالجهات الأمنية فحسب، بل وبكل فرد من أفراد المجتمع ومؤسساته المدنية، ومن المهم تكاتف الجهود للمحافظة على نعمة الأمن والتوعية بأهميتها، وضرورة حماية الجبهة الداخلية من الحملات الإعلامية الموجهة، ومحاولة تجييش المجتمع وربطه بالأزمات الخارجية، والتحركات المشبوهة لجماعات تستغل الأزمات والتعاطف الإنساني للتأثير السلبي على أمن المجتمع الذي يشكل قاعدة الأمن الرئيسة. وعي المجتمع بأهمية الأمن المجتمعي أحد أهم مكونات الأمن الشامل، وهو ما أكد عليه أهالي المنطقة الشرقية في حفل استقبال سمو وزير الداخلية، إضافة إلى الأمن الفكري الذي يمكن من خلاله وأد جميع الفتن، وحماية الوطن، واستدامة أمنه واستقراره.