د. عيسى محمد العميري
لم تتوقف المملكة العربية السعودية يوماً عن دعم القضية الفلسطينية منذ بداياتها. وقدم الدعم والمساندة بكل يد مفتوحة. ويشهد لها الجميع بهذا الموقف. وليس فقط القضية الفلسطينية؟ بل كل القضايا المصيرية للأمة العربية والإسلامية فقد كانت نعم النصير لقضايا الأمة من واقع موقعها في هذا الأمة، وحملها لواء المسئولية عن شعوب هذه الأمة. وإن كانت لا تصرح بتلك الجهود علناً في الكثير من المواضع. وتعمل بكل ما أوتيت من قوة وإمكانات. ولعل أهمية هذا الدعم منذ تم قطع النفط عن الغرب إبان سبعينيات القرن الماضي. وهو الأمر الذي شهد لها العالم بأسره به. علاوة على جمع الإخوة الأفرقاء لجمع وتوحيد الكلمة والقرار الفلسطيني في أكثر من موقع واتجاه. وعوداً على قضية العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، حيث وقفت المملكة وصرحت على لسان أعلى القيادات فيها معبرة عن الرفض التام لاستهداف المدنيين الأبرياء ووقفت موقفها المشرف في القمة الأخيرة التي عقدت في القاهرة ورفضت مع أشقائها العرب إدانة الحق الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في هذا العدوان. وقد جاءت كلمة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في القمة المذكورة بإلزام مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك بشكل جدي واتخاذ موقف حازم ضد الاحتلال باحترام القانون الدولي الإنساني، وأكد تمسك المملكة بالسلام خياراً استراتيجياً، عبر الوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة بحدود عام 1967، ووفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وقد جاءت تلك الالتزامات ضمن مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، في قمة بيروت العربية في العام 2002 الأرض مقابل السلام. وهو الحل الذي يبدو أقرب الخيارات وأسهلها وأكثرها قابلية للحل المستدام لقضية استمرت لأكثر من 70 عاماً وأثرت على منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير.
ومن ناحية أخرى نقول إنه ومنذ بداية اندلاع الأزمة أكدت المملكة ضرورة التشاور مع الأشقاء والشركاء بالمجتمع الدولي لحل ينهي هذه الأزمة التي أهدرت فيها الدماء بشكل غير مسبوق. والله ولي التوفيق.
**
- كاتب كويتي