د.نايف الحمد
* في موقعة يوم الجمعة الماضي وفي الكلاسيكو الكبير بين العملاق الأزرق نادي الهلال والراقي النادي الأهلي كان الجميع على موعد مع الإبهار والمتعة في لقاء السحاب حيث أظهر الفريقتن جمال كرة القدم ووجهها المشرق.
* أمواج زرقاء هادرة احتشدت من أجل دعم النادي العاصمي الكبير في رسالة واضحة للجماهيرية الطاغية ورغبتها في مواصلة المارد الأزرق التربع على الصدارة والابتعاد بها؛ فكان حضورها غاية في الروعة ولم يقل في جماله عن إثارة المباراة بل حوّلها لواحدة من أجمل مباريات الموسم.
* كالصقور الجارحة انطلقت الطيور الزرقاء تنثر سحرها الفتان في جنبات ملعب الدرة وهدفها الوصول للشباك من أقصر الطرق وأسرعها؛ فكان لهم ما أرادوا؛ وفي ثوانِ من صافرة البداية وصل الصربي العنيد والفنان الأنيق سافيتش لشباك السنغالي مندي فمزّق شباكه مبكراً بعد تمريرة هائلة من السنغالي الآخر في المباراة جنرال الدفاع الهلالي وسدّه العالي كوليبالي.
* مباراة مجنونة وروح هلالية طاغية اعتدنا على مشاهدتها في المواعيد الكبرى حولت ملعب المباراة إلى كرنفال مبهر انطلق مع صافرة البداية وسط سطوة هلالية ورغبة قوية في حسم الأمور مبكراً فكان الصربي الآخر والهداف الخطير ميتروفيتش على موعد مع هدف آخر من قفزة هائلة تطاول لها وأسكنها الشباك على طريقته الخاصة، ولم يسمح لميندي سوى بمتابعتها بعينيه في طريقها للشباك دون أن يحرك ساكناً رغم أن الضربة جاءت خلف علامة الجزاء في لقطة سينمائية رائعة مجهضاً أحلام الأهلاوية في العودة للمباراة.
* أداء مذهل قدمه الزعيم العالمي أظهر فيه ربّان السفينة الزرقاء جيسوس حنكة كبيرة واقتدارا وثقة في نجاح الطريقة الفنية التي ينتهجها وثقته في لاعبيه التي انعكست على أدائهم فقدموا معزوفة كروية باذخة أطربت عشاق الكرة وأشعرتهم أن هذا العملاق الأزرق يبقى هو الحلقة الأقوى في الكرة السعودية.. قد يتغير كل شيء من حوله، لكنه ثابت يستمد ثباته من إرثه وشخصيته وتاريخه.
* الفريق الأهلاوي الجميل لم يستكن للنتيجة أو يرمي المنديل رغم فارق الهدفين، فحاول العودة بكل الطرق في الشوط الثاني لكن الخبرة الكبيرة والتوازن في خطوط الزعيم لم تمكنهم من تعديل النتيجة رغم تسجيلهم لهدف قبل أن تتلاشى آمالهم بتسجيل الهدف الثالث بنيران صديقة.
* مباراة قمة أوفت بوعودها استخدم فيها الموج الأزرق كل أسلحته الفنية واستحضر فيها مكانته ومجده وخبرته واستعرض قوّته النفسية والجماهيرية وكرّس فيها سطوته على منافسيه في المواجهات المباشرة وأسعد أنصاره وأرعب منافسيه.
نقطة آخر السطر
* في بطولة الدوري بات الطائر الأزرق يغرد خارج السرب بأداء نجومه حتى باتوا يتنافسون على الأفضلية في المباريات.. وإذا ما واصلت الكتيبة الزرقاء هذا الأداء فسيكون الفريق هو المرشح الأول لكل البطولات.