عبده الأسمري
اعتلت منصات الإنجاز ونالت أوسمة الاعتزاز في مسيرة بيضاء وسيرة عصماء رسمت بها «طموح» التمكين وشيدت بها «صروح» التعيين من أعماق الدراسة مروراً بسباق «الممارسة «ووصولاً إلى آفاق «الريادة».
سليلة علم وأصيلة تعلم ونبيلة هدف وظفت «استثمار» المواهب فحصدت «ثمار» المناصب فكانت ابنة الوطن «البارة» التي تردد اسمها وتمدد صداها في ميادين «العالمية» ومضامين «المهنية».
حولت «الصحة العامة» إلى «هدف» حياتي قويم عنوانه «الإنسان» وتفاصيله «السلوك» وفق «تقنيات» حياتية اعتمدت على «التفكير» وتعامدت على «التدبير».
وضعت «منهجيات» وقائية قوامها «التثقيف» ومقامها «التوعية» لتجنب المخاطر الوبائية والتمتع بالرفاهية الصحية.
رجحت كفة تعزيز الصحة العامة فكانت «سفيرة» الطب و»خبيرة» التداوي وجديرة «الثقة» التي لامست هموم «الشعوب» صحياً ووصفت «الدواء» من قلب «الخبرة» ووظفت «العطاء» في قالب «القدرة» من خلال «مناصب» نالتها بالصعود الاحترافي على «درجات « البحوث والصمود الواجب على «عتبات» التحدي.
إنها مساعدة مدير عام منظمة الصحة العالمية والمدير الإقليمي المنتخب لمكتب شرق المتوسط بالمنظمة الدكتورة حنان بلخي إحدى أبرز القياديات السعوديات في المجال الصحي على مستوى العالم.
بوجه حجازي مسكون بالنباهة والنباغة وتقاسيم تتماثل مع والدها وتتكامل مع والدتها تعكس أصول النشأة وتبرز فصول التنشئة مع ملامح حجازية وكاريزما تزهو منها سمات الأدب وصفات التهذيب وأناقة وطنية يعلوها الرداء «الأبيض» في ردهات «العيادات» والزي «الأنيق» في مواقع «المؤتمرات» وبيان فصيح يستند على «مخزون» مهني وينطلق من «مكنون» معرفي وخبرات عريضة تشكلت في واقع «العلم» وإنجازات متتالية تمخضت من «وقع» العمل قضت بلخي من حياتها سنوات وهي تؤسس «مفاهيم» الصحة وتعلي «راية» التوعية وتؤصل «غاية» الشفاء في تشكيلة فاخرة من الأعمال والبصمات صنعت لها «التمكن» على خارطة العمل الصحي و»التيقن» في دروب السخاء المهني و»المكانة» في معايير الأداء الطبي كطبيبة وخبيرة وقيادية وريادية كانت وستظل الرقم الصعب في منظومة «المنجزات الصحية» والاسم اللامع في منظمة «الصحة العالمية».
في أمريكا ولدت عام 1966 وتفتحت عيناها طفلة على أب كريم وأم حنونة وقضت سنواتها الأولى في أحضان أسرتها الشهيرة بالعلوم لتنهل من «معين» والدها الذي كان يحضر دراساته العليا في بلاد الغربة والتي تعلمت منه «أولى» مناهج التعلم وهي طفلة تنتظره كل يوم لتنهمر عليه بأسئلة «النبوغ» الباكر الذي تحول إلى «تفوق» لاحق وظلت ترافق والدتها التي ملأت قلبها بموجهات «الحنان» الذي تواءم مع اسمها وموجبات «الامتنان» الذي جعلها «محفوفة» بابتهالات متعاقبة استمرت لتنير دربها في مواسم «الدراسة» ومراسم «التتويج».
قضت أولى أعوامها مع أسرتها الصغيرة والمكونة من والدها ووالدتها وأخ وأخت يكبراها فكانت الطفلة الصغيرة في مقياس العمر والقديرة بسبل الاهتمام فكبرت وفي قلبها «رياحين» الألفة وفي داخلها «معاني» العاطفة فتواءمت مع «توليفة» أسريه كانت لها «جهة» انتماء و»واجهة» نماء تشكلت في وجدانها بمثابة «الضياء» ومثوبة «الإمضاء» الذي وقعت به على «ذكريات» مثلى ظلت تأسرها إلى الخطوات الباكرة على درب التميز.
عادت مع أسرتها إلى أرض الوطن وعاشت في جدة مدينة البارعين والمبدعين وظلت تراقب صباحات «الاقتداء» وهي تشاهد والدها أستاذ الاقتصاد وهو يتجه إلى جامعته كل يوم موزعاً ابتسامات «الرضا» على ذريته ووالدتها وهي تودعها وأخوانها بدعوات مباركة عنوانها «النجاح والفلاح».
ركضت طفلة مع أقرانها في جنبات مدينتها الحالمة مراقبة «جغرافيا» الأماكن ومستلهمة «تاريخ» الأرجاء وظلت تملأ عينيها بمنظر «رواشين» وسط البلد ومشهد «مضامين» الميناء العتيق وتعتقت نفسها طفلة بأنفاس «الصباح» الباكر وتشربت روحها نسائم «المساء» الطاهر وهي ترتقب «مواكب» الفالحين من أرباب الأسر وهم يوصلون أبناءهم إلى «المدارس» وتعانقت نظراتها مع «سماء» العروس في سنوات مضيئة بالكفاح جنت حصادها في مدارس التعليم العام الذي اجتازته باقتدار وكانت «حديث» الأسرة و»حدث» العائلة نظير نبوغها المبكر الذي بدأ بتنبؤات في مجالس الأقارب وانتهى كتأكيدات وسط مجاميع الأقربين.
أنهت بلخي تعليمها العام بتفوق والتحقت بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز ونالت درجة البكالوريوس في الطب مع مرتبة الشرف الأولى عام 1992 ثم تلقت تدريبها في طب الأطفال عامي 1993 و1996 في مستشفى ماساتشوستس العام بكلية الطب في جامعة هارفارد الأمريكية ثم تلقت تدريبها في الأمراض المعدية للأطفال من البرنامج المشترك بين مؤسستين طبيتين عالميتين هما: مستشفى كليفلاند كلينك والمستشفى الجامعي للأطفال التابعة لجامعة كيس ويسترن ريزيرف بأمريكا.
وحصلت على مؤهلاتها العلمية في البورد الأمريكي في طب الأطفال والبورد الأمريكي في الأمراض المعدية للأطفال ومجلس الاعتماد في مكافحة العدوى وعلم الأوبئة عام 2003 وماجستير التعليم الطبي من جامعة الملك سعود عام 2009.
عملت في عدة مواقع بمجال الطب السريري منذ عام 1999 وحتى عام 2019 حيث عملت بمستشفى الملك خالد للحرس الوطني بجدة وباحثة مشاركة في قسم الطب الجغرافي بالمستشفيات الجامعية في مستشفى كيس ويسترن ريزيرف بأمريكا ومديرة إدارة الوقاية من العدوى ومكافحتها بمستشفى الملك خالد للحرس الوطني بجدة ومساعدة سريرية بقسم الأمراض المعدية للأطفال بمستشفى ماساتشوستس العام بأمريكا وعملت كاختصاصية
وبائيات في مدينة الملك عبدالعزيز الطبي وخبيرة استشارية للأمراض المعدية للأطفال بذات المدينة ورئيسة قسم تعزيز الأبحاث والتعليم بمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية بجامعة الملك سعود ورئيس فريق مختبر أبحاث الأمراض المعدية بالمركز وأستاذة مشاركة بشعبة علم الأوبئة في جامعة إيموري الامريكية ومديرة المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية المعني بالوقاية من العدوى بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني ومدير مركز مجلس التعاون الخليجي لمكافحة العدوى بالشؤون الصحية بالحرس الوطني ومديرة تنفيذية لإدارة الوقاية من العدوى ومكافحتها بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية
وترأست قسم أبحاث الأمراض المعدية بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية وعملت أستاذة بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية.
ومن أبرز أبحاث بلخي الرئيسية قيادتها لفرق عمل أبحاث الأمراض المعدية في مركز الملك عبد الله للأبحاث الطبية من (2007-2019) حيث أنشأت وحدة أبحاث الأمراض المعدية. وأنشأت فريق التجارب السريرية للمرحلة الأولى لإجراء دراسات لقاح فيروس كورونا وأسست وحدة تجارب اللقاح بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة.
تقلدت منذ مارس 2020 مسؤولية ركيزة وسائل التشخيص لمبادرة اتاحة أدوات مكافحة كوفيد 19 في منظمة الصحة العالمية وتولت منذ مايو 2019 منصب مساعدة المدير العام لشؤون مقاومة مضادات الميكروبات بالمقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية وتعينت في ديسمبر 2022 كمساعدة المدير العام بالنيابة بإتاحة الأدوية والمنتجات الصحية بالمنظمة وتشغل الآن منصب مساعدة مدير عام منظمة الصحة العالمية والمدير الإقليمي المنتخب في مكتب شرق المتوسط للمنظمة.
نالت بلخي عشرات الجوائز في الداخل والخارج وشاركت كعضو في مئات المؤتمرات والاجتماعات في منظمة الصحة العالمية وعضويات مختلفة في لجان الجمعية الامريكية لعلم الأوبئة في الرعاية الصحية واعمال رابطة ممارسي مكافحة العدوى APIC
وشاركت كرئيسة وعضوة في عدة لجان وفرق عمل بوازة الصحة وترأست عشرات اللجان في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني ولديها عضويات في هيئات متخصصة في أمريكا وأوروبا.
حنان بلخي وجه سعودي مضيء أنار دروب الصحة بالبحث والتطوير والابتكار وأنموذج وطني أبهر العالم بدلائل «التميز» ومداليل «الامتياز» في إضاءات طبية وإمضاءات علمية جعلتها الاسم البارز والرمز الأبرز في قوائم «المبدعات» ومقامات «المؤثرات» وطنياً وإقليمياً ودولياً.