د.عبدالعزيز الجار الله
وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الجمعة 27 أكتوبر 2023 على مشروع القرار العربي بشأن حرب إسرائيل على قطاع غزة بفلسطين (القرار غير ملزم)، والذي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية دائمة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية، وتوفير المواد الغذائية والمستلزمات الطبية ومياه الشرب والخدمات الأساسية للمدنيين في القطاع فوراً ودون عوائق.
والقرار غير الملزم المقدم من الأردن نيابة عن المجموعة العربية: أيّده 120 عضواً، وعارضه 14، فيما امتنع 45 عن التصويت، من أصل 193 عضواً في الجمعية. حيث دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة إلى هدنة إنسانية يتم تطبيقها فورًا بين إسرائيل وحركة حماس وطالبت بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة وحماية المدنيين.
انتقد القرار (غير الملزم) إسرائيل والولايات المتحدة، أيّده على وقع التصفيق 120 صوتًا، حيث امتنعت 45 دولة عن التصويت.
وهذا يرضي سياسيًا وإعلاميًا (الرأي العام) لدى الفلسطينيين والعرب والشعوب الإسلامية لكن على مستوى الأرض وواقع الحرب فلا تغيير، وهي نتيجة يعرفها العرب منذ عام 1948 وعام 1967 قتل الشعب الفلسطيني بأنواع السلاح والتهجير والتشريد واستهداف الأطفال والنساء بالقتل، وهدم البيوت تحت مظلة وحماية ومساعدة الدول الغربية:
أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا.
إسرائيل تعربد وتبطش بالبشر والشجر والحجر دون رقيب أو من يوقفها لا مجلس الأمن، ولا الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتتصرف بعقلية وشخصية عسكري الشرق الأوسط القوي. والغرب الأمريكي والبريطاني والألماني يمد لها جسورًا من السلاح لقتل العزل والمدنيين، وحصار فلسطين براً وبحراً وجواً، ويقدم لها الغطاء القانوني والإعلامي بغرض المزيد من المجاز والتنكيل، في حين تعمل السعودية ودول الخليج والدول العربية والآسيوية لإخراج الشرق الأوسط من دوامة ودائرة الحرب باتجاه التنمية البشرية والحضارية والاقتصادية عبر سلاسل إمدادات التنمية من داخل ومحيطها الآسيوي من: المواد الخام حتى التسويق والمستهلك. وهذا قد لا يرغبه الغرب أن يتحول الشرق الأوسط وغرب آسيا وجنوب آسيا إلى قوة تنموية واقتصادية، يرغبون الشرق تحت ضغط الحروب والبارود والتفجيرات، وما الحرب في غزة (أكتوبر 2023) إلا صورة من تدمير التنمية في شعب وبلد محاصر، وما غزة اليوم إلا صورة أخرى من الإجرام الإسرائيلي والغربي في حروب 48/ 67م.