عبد الله سليمان الطليان
فجأة تحرك الضمير العالمي الغربي عندما سقط 1400 مستوطن يهودي على أرض فلسطين، وجاء الاستنكار والشجب وتعداه إلى الدعم العسكري، لقد تعرض هؤلاء المستوطنون الذين جاءوا من مختلف أصقاع الأرض (للوحشية) من جماعة (إرهابية) في وصف رجال السياسة والإعلام الغربيين، حقاً إنه قمة العجب بل يعتبر وقاحة تدعو إلى الاستهجان والاشمئزاز. الفلسطينيون منذ عام 1948م وحتى الآن يعيشون وضعاً مأساوياً تحت رحمة هؤلاء (المستوطنين) وسقط منهم الآلاف، لقد كانت البداية على يد العصابات الصهيونية (هاجاناه وارجون وبيتار وشيترن وبلماخ) التي قامت بأعمال إرهابية إجرامية وحشية خارجة عن الإنسانية والتي نرى بعض من كان حياً من تلك العصابات يفتخر بأنه كان عضواً في تلك العصابات، وأنه قام بقتل عدد من الفلسطينيين أطفالا ونساء وشيوخا، والعار المخزي هو الفخر بقتل الكونت فولك برنادوت المبعوث الأممي، وحتى إلى يومنا هذا ورجال الموساد والشاباك يتعقبون الفلسطينيين في كل مكان في الداخل والخارج في عمليات قتل مستهدف تساعدهم مخابرات الدول الغربية بشكل كبير، وعلى رأسها أمريكا التي تضحي بكل شيء من أجل هذا الكيان (الغاصب).
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذه التضحية، سوف أتطرق إلى عبارة قالها في البداية السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، حيث قال (نحن في حرب دينية»)، داعياً هذا الكيان إلى «تسوية الأرض» للدفاع عن نفسها. ثم إلى عبارة الرئيس الامريكي (بايدن) في (إن هذا الكيان لو كان غير موجود لأوجدناه) ومن هنا سوف أوضح دلالات تلك العبارتين وعلام ترتكزان، حيث يتضح روح العداء متأصلا عند (الإنجيليين الصهاينة) الذين يشكلون تعدادا يقدر بـ80 مليونا من الشعب الأمريكي ينتمون إلى الحزب الجمهوري، ويعتبرون هذا الكيان (نعمة من الله) ومنهم السيناتور ليندسي الذي يدعم هذا الكيان على كل صعيد ولهم علاقة قوية مع (أيباك) ولا يعترفون بحق الفلسطينيين على أرضهم، ينطلقون من اعتقاد ديني مسيحي متعصب، الشيء المثير للتعجب هو كيف يجتمع التعصب الديني مع الديمقراطية، وهذا ينطبق على عبارة الرئيس الأمريكي بايدن وهو ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الذي يمقت الكره والحقد، ولكنه يغض الطرف عن تصرفات (إيتمار بن غفير) صاحب السجل الإجرامي بحق الفلسطينيين، ولهذا نقول: إن التشدق بالديمقراطية كانت غلافا مزيفا لدى بايدن فهو بعبارته تلك أثبت أنه متعصب ديني مثل (الإنجيليين الصهاينة) الذين ما زالت عقولهم ممتلئة بعقيدة (الحروب الصليبية).