شاهدنا في الأيام الماضية العديد من الآراء التي كانت تتحدث عن استحقاق نادي الفيحاء المشاركة في النسخة الحالية لدوري أبطال آسيا وبعض المقترحات التي لا أجد وصفاً أنسب من أن أقول بأنها «مضحكة» لإبعاده عن المسابقة من خلال اعتذاره وتقديم الدعوة لناد أجهز للمشاركة في البطولة، قبل أن أرد على هذه الآراء لو كان لي من الأمر شيء لأعدت آلية مشاركة الأندية السعودية في آسيا من خلال تأهل الأندية الأربعة الأوائل في سلم الدوري للمشاركة في البطولة الآسيوية كما هو معمول به في أغلب دوريات العالم، على أن يشارك بطل كأس الملك في البطولة العربية على سبيل المثال أو إحدى البطولات الآسيوية الأخرى إن كان لنا حق المشاركة فيها وهذا كان رأيي منذ فترة طويلة، ولكن في الوضع الحالي فبطل كأس الملك وحسب النظام يتأهل مباشرة للمشاركة في آسيا، إذن فنحن هنا نتحدث عن استحقاق تحصّل عليه نادي الفيحاء للمشاركة لا منّة لأحد فيه ولم يشارك بدعوة أو بترشيح، بل بعرق جبينه، كيف لهم أن يقللوا من مشاركة الفيحاء ومنافسته في بطولة لم تنته وأمل التأهل قائم وبنسبة كبيرة كأفضل ثان على أقل تقدير وهو المتبقي له 3 مباريات في البطولة اثنتان منها على أرضه، أين دعم أندية الوطن والتي تشارك في البطولات الخارجية والفريق ما زال في المنافسة ويُقال عنه ما قيل فيه أم أن الدعم بالنسبة لهم مخصص لأندية معينة لها جماهيريتها وإعلامها المؤثر فقط؟ ثم إنه كيف لبعض هذا الأصوات أن تطلب من الفيحاء أن يكون زاهداً ويعتذر عن المشاركة في البطولة ليشارك ناد سعودي آخر أكثر جاهزية، كيف لي أن أجرؤ بأن أقترح اقتراحاً كهذا يحرم الفيحاء من إنجاز تاريخي بالمشاركة ولأول مرة في دوري أبطال آسيا وأقدمها على طبق من ذهب لنادٍ آخر في إجراء لا يحدث حتى في أكثر الدوريات تخلفاً، والمشكلة تكمن بأن من يطلقون تلك الآراء هم أنفسهم من يطالبون بتطبيق النظام بحذافيره وأن نحذو حذو الدوريات المتقدمة باحترام النظام وتطبيق القانون والاحترافية في العمل، نادي الفيحاء حتى الآن قدم دوراً أول في دور المجموعات بأداء مقبول قياساً بحداثة تجربته ووجوده في مجموعة حديدية بالنسبة له فيها نادي العين الإماراتي وباختاكور الأوزبكي اللذان لهما خبرة عريضة في البطولة ومع ذلك انتصر الفيحاء على الفريق الأوزبكي ولم نر أي ردة فعل حيال هذا الانتصار، ولكن ما إن خسر من العين أحد أفضل أندية آسيا حتى انهالتتلك الانتقادات اللاذعة وتجريده من أحقيته في المشاركة وكأن أنديتنا لم تخسر بالأربعة والخمسة والستة من قبل، أولئك أصحاب هذه الفكرة أود أن أذكرهم بأن الهلال خسر من فريق طاجيكي شارك للمرة الأولى في البطولة بالأربعة وفي ذات النسخة حقق الهلال دوري أبطال آسيا في عام 2021، وهناك حالات أخرى لجميع أنديتنا السعودية بلا استثناء خسرت بنتائج كبيرة ولكن لم نسمع أحداً قال بأن مشاركة هذا النادي تسيء للكرة السعودية ويطالب باستبعاده وترشيح ناد آخر للمشاركة! إن كان لأحد منا رأي حول آلية الأندية المشاركة في آسيا فرأيه يُحترم لأنه يتكلم بحدود المنطق والمعقول بشرط ألا يحمّل وزرها ناد محدد ولا يخرج لنا برأي لا يقبله عقل بأن ينسحب النادي ويتم تقديم ناد آخر للمشاركة فالتضحيات التي مثل هذه لا نشاهدها إلا في الأفلام الخيالية إضافة إلى أنه لا يوجد اتحاد قاري يحترم بطولاته أن يقبل برأي مثل هذا، فنصيحتي هي لكي يحترم الجميع منافساتنا المحلية وأنظمتها وقوانينها كما نطالب دوماً فعلينا أن نبدأ بأنفسنا وأن تكون آراؤنا منسجمة مع ما يفرضه النظام، فالبطولات يحكمها قانون ولا تحكمها أمزجة.
رسالتي: لا تستكثروا مشاركة الفيحاء أو غيره من الأندية التي وصلت بجدارة واستحقاق، فسمعة الكرة السعودية ودعم أندية الوطن هنا تأتي من خلال دعم ناد ما زال في المنافسة وله أمل في التأهل، وأجمل ما في هذه الآراء أنها كونت مشجعين للفيحاء في البطولة الآسيوية وأنا أولهم طالما أنه تأهل من خلال تحقيقه لإحدى البطولات المؤهلة للمشاركة في آسيا، وبعد انتهاء البطولة سأعاود مطالبتي بشأن آلية تأهل الأندية المشاركة على ألا أختزلها في ناد معين.
** **
- محمد العويفير
@owiffeer