سهوب بغدادي
«حظ القبايح في السما لايح» في بادئ ذي بدء، لا يوجد شخص قبيح فخلقنا البديع وأحسن تصويرنا، ولكن القبح الوحيد هو قبح الأخلاق والتعاملات، فهل تساءلتم عن المعنى الدفين أو ماوراء المعنى الذي يربط القبح بالحظ؟ أم أن هناك سيكولوجية محددة تقبع خلف ستار الحظ؟ كلها مفاهيم نوقشت في ابتداءً من المجالس وصولاً إلى أروقة الجامعات، وعمد البعض إلى إجراء الدراسات والأبحاث لكشف شفرة القبح والجمال وارتباط الحظ بهما احتمالًا، إذ انتشر مصطلح «امتياز الجمال» ويعني أن الأشخاص الأكثر جاذبية في أعين غالبية الناس ووفق معايير الجمال السائدة في مجتمع ما يتمتعون بمزايا وفرص أكثر مقارنة بالأشخاص الأقل جاذبية، وقد نطلق عليه «انحياز الجمال» لأن الآخرين ينحازون لكل جميل، ويأتي الانحياز منذ نعومة الأظافر فقد يفرق أحد الوالدين أو كلاهما في تعاملهم مع أطفالهم، فالجميل منهم ينال معاملة خاصة و»ينخاف عليه» من العين فيتم تبشيعه برسمات الكحل منذ المهد، ويقارن بينه وبين إخوته هذا أشقر وذاك أصفر، وهذا بعيون شهلا وذاك بعيون كحلا، من ثم ينتقل إلى مقاعد الدراسة، ثم سوق العمل وفرصه، وبعدها دخول نطاق إيجاد الشريك المحتمل وبروز العرض والطلب والشح والوفرة، فينمو الشخص ولديه شعور داخلي بالتمييز، وخذ بعين الاعتبار أن التمييز قد يحمل معنيين إيجابي وسلبي، نعم، قد يعامل الجميل بطريقة سلبية أيضاً، فكيف تعرف أساسًا أنك جميل؟ بحسب المصادر الأجنبية أن هناك معايير وأبرزها، تعامل الأشخاص مع الشخص الجميل إما أبيض أو أسود، ففي حياته اللطف ونقيضه ولا شيء في المنتصف، نقطة أخرى، لا يتلقى الجميل كلمات المديح والإطراء بقدر ما يتلقاه الآخرون باعتبار أن الناس يظنون أنه يعلم مسبقًا ولديه مخزون وفير من الثقة، انطلاقًا من الأخيرة فإن الأشخاص يصابون بالحيرة والصدمة عندما يختبرهم الشخص الجميل عن أحد عيوبه أو مخاوفه لأن الشخص الجميل يعطي انطباعًا مسبقًا بأنه ناجح وموهوب ومرتبط بصفات إيجابية ومميزات، كذلك يلاحظ أن الأشخاص ينظرون إليه دائمًا في الطرقات وقد يسترق البعض نظرة ثانية للتأكد مما رأى، فيظن الشخص أن به خطبا ما إما في مظهره أو أنهم «مشبهون عليه» هناك عدد من النقاط ولكن تلك أبرزها، ويمكنكم الاطلاع على المزيد تحت عنوان pretty privilege والشاهد في الموضوع أن الأشخاص مبرمجون على اختيار الأفضل، إلا أن الأفضل لا يوازي الأجمل بالضرورة في كل الحوال، قد يولى الشخص الجميل اهتمامًا محدودًا ويحصل على الطاولة ذات الإطلالة الساحرة لفترة محددة ولكن سرعان ما يأتي الحساب ويخفق في إيفائه ستسقط الأقنعة، لذا تناقش الأبحاث محدودية انحياز الجمال ووجوب تدعيمه بمزايا ومهارات لكي يستفيد مما وهب له، في المقابل، نرى القبايح يوظفون المهارات ويعملون على إيجاد مميزات بمعزل عن الجمال منذ الصغر، فمعرفة نقاط قوة الشخص وضعفه أحد أهم أسباب التطوير، لذا نرى الحظ مرتبطًا ليس بالقبايح إنما من يعمل بجد وذكاء.