كنت أعتقد أن مفهوم الفكر القبلي قد تلاشى خصوصًا نحن نعيش في القرن الواحد والعشرين وهو عصر العولمة الذي صير العالم إلى قرية صغيرة، ولكنها ثقافة الصحراء التي لا أظن بأنها ستنتهي، والمهم هو أننا والتقدم التقني لا نزال نسير بخطين متعاكسين.
في ظل وجود الوطن تذوب الفوارق، ويخفت صوت القبلية، ويلتف الجميع حول الدولة الحديثة، ويظل صوت الحق هو المسموع في ظل دولة مدنية ذات مؤسسات ورؤية واضحة ك2030.
وفي ظل وجود قائد شاب طموح وهو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أعتقد بأن الوطن في عامه 93 ينتظر نهضة لا مثيل لها خصوصا أن الوطن السعودي الرحب والذي يتسع لكل الفوارق وتحت راية واحدة وهي راية التوحيد سينطلق نحو البناء والتحقيق والإنجاز أيضًا.
أصبح كل شبر في الوطن يضم شرائح المجتمع المختلفة دون تنافر بينها، يجمع بينهم الدين، وتربطهم اللغة الواحدة، ويصهرهم الوطن، إنها محاولة لقراءة الوطن الجديد في ظل البناء والتنمية من الصحراء والقبيلة إلى المدينة والدولة، فمن مصلحة الدولة الجديدة أن تربط جميع مواطنيها برباط الأخوة والدم بعيدًا عن القبيلة والقبائلية.
من هنا ينبع دور الوعي في العقول بأن الوطن هو الحاضن الوحيد للجميع والبوتقة الوحيدة التي تصهر جميع الفوارق والاختلافات، وهي مهمة ملقاة على عاتق كل مسؤول، إذ إنه يحمل رسالة منطلقها المسؤولية، ولكن ماذا عن دور وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام علمًا بأنه -مع الأسف الشديد- يوجد من يغذي العصبية القبلية والتي أصبحت من الماضي بالنسبة لنا غير أنه من المؤسف رؤية بعض الشواهد التي تستدعي القول إن العصبية القبلية ما زالت على أشدها.
ولكن ماذا عن الصحراء ثقافة ومجتمعًا؟
هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه في كل حقبة زمنية، وهو ثقافة الصحراء، وبالرغم من أن دولتنا قد طورت مجتمع البادية في تحول تُشكر عليه دولتنا الحبيبة، وذلك باستحداث المدنية والحضارة كمجتمع وسلوك في المجتمع السعودي وفي شتى مناحي الحياة، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه: من المستفيد من ظهور القبلية أو القبائلية؟!
يظل السؤال الأخير والموضوع يطول للغاية، هل حكومتنا الرشيدة في مشروعها الأبدي للتوطين ونقل أهل البادية منذ أيام المغفور له المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود والذي أخذ على عاتقه مشروع توطين أهل البادية بجانب القضاء على الأمية والجهل، هل نجحت مشاريع حكومتنا الرشيدة؟!
بالطبع نعم، وكون الانتقال من القبيلة إلى الدولة أحد أهم نجاحات الدولة السعودية في بدايتها، فأصبحت جميع القبائل تحت راية واحدة وكلمة واحدة وهي كلمة الدولة الحديثة التي ضمنت لهم كل شيء من تعليم وعلاج ومسكن وما إلى ذلك في نهضة شاملة قل مثيلها.