د.شريف بن محمد الأتربي
تأتي ذكرى بيعة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، ملكًا للمملكة العربية السعودية، في 3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م؛ في وقت عصيب على الأمة العربية والإسلامية كلها، حيث تقوم آلة الحرب الإسرائيلية العمياء بقذف وقتل الأبرياء من الفلسطينيين في قطاع غزة بلا رادع ولا حسيب، مع تغييب كامل للضمير والإنسانية العالمية، والانحياز السافر والجائر للعدو الصهيوني المتسلِّح بكل أنواع الأسلحة التي تنتجها أمريكا وأوروبا وكأنها أُنتجت فقط لتقتل هؤلاء الضعفاء الذين يبحثون عن فرصة للعيش كآدميين على أرضهم المحتلة.
إن الصراعات التي تدور في شتى بقاع العالم والتي تديرها قوى الشر الراغبة في إهلاك العالم وإنهاكه مادياً لتحقيق أهدافها تقف -ولله الحمد- عاجزة عن مواجهة قوة مملكتنا الغالية التي يحكمها سلمان بن عبد العزيز منذ 9 سنوات وعضيده في ذلك ابن سلمان سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
9 سنوات مرت كلمح البصر زمنيًا، ولكنها ثقيلة تاريخيًا، حقبة مليئة بالأحداث العظيمة التي غيَّرت بوصلة العالم وجعلت من المملكة العربية السعودية مركزًا له، أحداث أظهرت مدى حنكة وخبرة سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في إدارة زمام الأمور داخلياً وخارجيًا.
كان للمرأة السعودية النصيب الأكبر من الاهتمام من قبل خادم الحرمين الشريفين، فبعد أن كان العالم لا يترك فرصة للحديث عن الانتقاص من حقوق المرأة في السعودية أصبح يتغنى الآن بما أضافه لها سلمان بن عبد العزيز من حماية لحقوقها، وتمكين لذاتها، واستقرار لأمنها النفسي والاجتماعي من خلال حزمة من القوانين والقرارات التي جعلت من المرأة السعودية شريكاً حقيقياً في تحقيق إنجازات ورؤية وطنها.
لقد كانت رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في مجال الاقتصاد واضحة وصريحة، حيث تبنت المملكة اقتصادًا حيويًّا ومتنوعًا، يعمل على تنمية الصناعات الواعدة، وجذب الاستثمارات، وتوفير فرص النمو لرواد الأعمال، وفرص العمل للأفراد، كما هيئت بيئة اقتصادية مرنة ومنفتحة تجذب الاستثمارات الأجنبية وتحفّز رواد الأعمال على المشاركة الفعَّالة في نجاح برامج ومبادرات الرؤية ليسهموا من خلال تميزهم وابتكارهم في نمو القطاع الخاص ممهدين الطريق لمستقبل أفضل. كما عملت المملكة على صناعة مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا من خلال خطط التمويل المبتكرة واللوائح الداعمة وبرامج اكتشاف وتنمية المواهب.
حققت المملكة المرتبة 17 عالمياً من أصل 64 دولة هي الأكثر تنافسية في العالم، لتصبح من البلدان الـ20 الأولى لأول مرة في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، الصادر عن «مركز التنافسية العالمي» التابع لـ»المعهد الدولي للتنمية الإدارية» (إي إم دي). وتقدمت المملكة 7 مراتب في نسخة عام 2023، مدعومةً بالأداء الاقتصادي والمالي القوي في العام المنصرم، وتحسن تشريعات الأعمال، مما جعلها في المرتبة 3 بين دول مجموعة الـ20 لأول مرة، متفوقةً بذلك على بلدان ذوات اقتصادات متقدمة في العالم مثل: كوريا الجنوبية، وألمانيا، وفرنسا، واليابان، وإيطاليا، والهند، والمملكة المتحدة، والصين، وغيرها.
لقد شهد التعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تغيراً نوعياً في هيكلة مؤسساته التعليمية وإداراته وقامت وزارة التعليم بإطلاق عدد من المبادرات النوعية التي ترمي إلى رفع مستوى الجودة في التعليم الجامعي الجامعات منها مشروع تنمية الإبداع والتميز لأعضاء هيئة التدريس، ودعم إنشاء مراكز للتميز العلمي والبحثي في الجامعات.
حققت الجامعات السعودية في مارس 2023م نتائج متقدمة في تصنيف «QS 2023» العالمي للتخصصات الجامعية، بإدراج 15 جامعة حكومية لتنافس الجامعات العالمية في هذا التصنيف للتخصصات الجامعية، مقارنةً بـ14 جامعة سعودية في تصنيف 2022.
وتصدرت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الجامعات السعودية في هذا التصنيف العالمي، محققةً المركز الرابع عالمياً في تخصص هندسة البترول، والمركز التاسع عالمياً في تخصص هندسة التعدين والمعادن.
وحصلت جامعة الملك عبد العزيز على المركز 14 عالميًا في الصيدلة وعلوم الأدوية وعدد آخر من التخصصات التي تميزت بها، وتسجيل جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل المركز «21» عالمياً في تخصص طب الأسنان 22-03-2023.
أوضح البنك الدولي في مارس 2023، في تقريره الذي شارك فيه المركز الوطني للتقويم والتميز المدرسي (تميز)، التابع لهيئة تقويم التعليم والتدريب خلال الفترة 2021م - يونيو 2022م؛ أن العديد من خطط هيئة تقويم التعليم والتدريب المقترحة لتقويم واعتماد المدارس في المملكة العربية السعودية متسقة مع الممارسات الدولية الأخرى، وهي متجذرة في البحوث التعليمية.
كما حصل المنتخب السعودي للرياضيات، ممثلاً في مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، ووزارة التعليم، في يوليو 2022م على 6 ميداليات «فضيتين و4 برونزيات»، وذلك في منافسات أولمبياد الرياضيات الدولي 2022 « IMO « المقام في مملكة النرويج، من بين 589 طالبًا وطالبة، يمثّلون 106 دول، وذلك للمرة الأولى في تاريخ مشاركات المملكة في هذه المسابقة، البالغ عددها 17 مشاركة سابقة.
وفي مايو 2022 حققت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، ووزارة التعليم، 22 جائزة، «16 كبرى و6 خاصة»، خلال مشاركتها في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة «آيسف 2022» في أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية، من بين طلاب 85 دولة، وفوز الطلاب والطالبات بجائزتين في المركز الأول، وجائزتين في المركز الثاني، و5 جوائز في المركز الثالث، و6 جوائز في المركز الرابع.
ولم تغب الرياضة عن إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله- حيث يحظى القطاع الرياضي في المملكة باهتمام كبير من القيادة الرشيدة، وأثمر الدعم الكبير في تحقيق العديد من الإنجازات المتتالية، من المكاسب مثل عودة المنتخب لكأس العالم بعد غياب مرتين متتاليين، وتأهل المنتخب الأولمبي لأولمبياد طوكيو 2020، وتحقيق منتخب الشاب للبطولة الآسيوية، وتتويج المنتخب الأولمبي بكأس آسيا، وتتويج منتخب الشاب أيضاً بالبطولة العربية مرتين متتاليتين عامي 2021 و2022.
خلال الفترة الزمنية الماضية كانت المملكة العربية السعودية حديثاً لوسائل الإعلام خاصة الرياضية منها، حيث أصبحت قبلة للاعبين العالميين ومحط أنظار الكثيرين منهم، وأصبحنا نرى كل شعوب العالم تقريباً تتابع الدوري السعودي تشجيعاً للاعبيهم المفضلين، ويأتي ذلك نتيجة إستراتيجية دعم الأندية الرياضية بمبلغ 2.5 مليار ريال، والتي فتحت آفاقاً كبيرة للأندية والرياضيين في المملكة، والتي تهدف إلى وضع آلية للدعم، وتطوير نظام الحوكمة للأندية، ورفع مستوى الألعاب المختلفة، وتنمية القطاع الرياضي اقتصاديا، ووضع خطة للارتقاء بالألعاب الرياضية، والاهتمام بالمواهب، وإعادة ألعاب للواجهة كالسلة، والبلياردو، والتنس الأرضي، والطاولة وغيرها، والذي نتج عنه تحقيق الرياضة بمختلف الألعاب نتائج عالمية، وتحقيق الألقاب تحت مظلة اللجنة الأولمبية، ويسعى مسؤولو الرياضة بالمملكة إلى رفع معدل ممارسة الرياضة المجتمعية إلى نسبة 50 %، خلال الأعوام المقبلة، وتحقيق التميز الرياضي محلياً وعالمياً، تحقيقاً لرؤية المملكة، ودعمها للقطاع الرياضي بشكل كبير.
إن الإنجازات كثيرة والأحلام الكبيرة التي تحققت -وما زالت تتحقق- على أرض المملكة العربية السعودية تجعلنا جميعاً نفتخر بهذا الوطن المعطاء الذي يستحق منا رفع رايته في كل المحافل العالمية، مستمدين قوتنا من قيادتنا، داعين الله تعالى أن يحفظهم ويبارك في أعمارهم.