إبراهيم بن سعد الماجد
في الأحداث عِبر، وفي المواقف دروس.
لو كان كراً وفراً لكان هو المقدام.
يشهد وغى السياسة، فلا يتنبأ متنبٍ خَبِيرٌ كيف سيدير المشهد العصي المتعاصي، الذي شهقت له أصوات مخضرمي السياسة، وجحظت عيون جنرالات الحرب وألوية المعارك.
ما زِلتُ أَلقى صُدورَ الخَيلِ مُندَفِق
بِالطَعنِ حَتّى يَضِجَّ السَرجُ وَاللَبَبُ
فَالعُميُ لَو كانَ في أَجفانِهِم نَظَروا
وَالخُرسُ لَو كانَ في أَفواهِهِم خَطَبوا
وَالنَقعُ يَومَ طِرادَ الخَيلِ يَشهَدُ لي
وَالضَربُ وَالطَعنُ وَالأَقلامُ وَالكُتُبُ
ليالٍ وأيام شرّق العالم وغرّب، وما إن حط ركابه في عاصمة القرار العربي، بل العالمي، وما إن سُمح له بمقابلة أمير القرارات العالمية ومهندسها، بل وصانعها، حتى تغيّرت لغة العالم، وتبدّلت مواقفه!
فأصبح المستحيل ممكناً، والممكن واقعاً!
لا عنتريات ولا مزايدات.. لا محاسبة شقيق على عقوق، ولا نقض لعهود.. عهود هذه البلاد التي كانت منذ عهد المؤسس إلى أن تسيّد الحفيد المشهد ولياً لعهد والد وثق في قدراته، فأوكل له جل المهمات، وأسند إليه المعضلات، فلم يتخلف عن قضية الأمة، ولم يتوان عن نصرة الأخوة، فكان الموقف الحاسم الحازم.
الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز القارئ المتمكِّن لكافة المشاهد السياسية والاقتصادية، ليس صاحب خطب رنانة، ولا كلمات منمقة، ولا وعود تلي وعود، دون تحقيق أمل، أو تخفيف ألم.
في مشهد غزة، كان الضمير العربي والعالمي حاضراً بوجه مؤلم إلا ما ندر، آلام أمة.. صرخات ثكلى.. جثث قتلى، قابلها عنجهية عالم لم يكن متحضراً يوماَ ما!
وعرب (مساكين)!
ليكون المتفرد والذي لا يقبل أنصاف الحلول، ولا يخشى في الحق لومة لائم، فكان إصغاء العالم طوعاً أو كرهاً.
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
قالت عجوز يوماً ما في بلد عربي منكوب ليت لنا مثل محمد بن سلمان، وقال سياسي مخضرم نجاح القمم إذا حضرت السعودية، وفشلها إن غابت.
وقال المواطن السعودي: أنت فخرنا، على الله نتوكل وبرأيك المسدد نفخر.
في غزة.. سُلبت ابتسامة الأطفال، وجفت صدور الأمهات، فلم تعد تدر حليب لأطفالها، ولا دفئاً لصغارها، الدموع منهمرة كما هي السماء الممطرة، ولكن.. عزة غزة، باقية فهي أرض للعرب والمسلمين لا ليهود غاصبين.
هنا محمد المواقف، هنا ابن سلمان العزة والمنعة، هنا حفيد عبدالعزيز الزعامة التي لا تقهر، والحكمة والشجاعة.
عزة الأمير.. حفظت -بإذن الله- غزة.. ضمير الأمة.